أين اختفى وزير الخارجية الأميركي ومن تحل محله؟

سواليف – في خضم أزمة دبلوماسية حادة تخوضها الولايات المتحدة الأميركية مع كوريا الشمالية، التي تواصل تجاربها الصاروخية والنووية بوتيرة متصاعدة، اختفى وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، اختفاء مريباً، ولم يدلِ بأي تصريح حول الأزمة، وهي المهمة التي تولتها مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي، نيكي هيلي، التي وصفتها مجلة “فورن بوليسي” في تقرير بأنها “وزيرة الخارجية الأميركية الفعلية”.

وكانت الخارجية الأميركية قد أعلنت أن تيلرسون زار ولاية تكساس في نهاية الأسبوع الماضي في أعقاب إعصار “هارفي” الهائل الذي ضرب الولاية، وتسبب في خسائر بشرية ومادية هائلة.

وخلال وجود تيلرسون في تكساس، شارك عن بعد في الجلسة التي عقدها مجلس الأمن الدولي، الاثنين الماضي، لبحث تداعيات تجربة القنبلة الهيدروجينية التي أجراها نظام كوريا الشمالية، الأحد الماضي، بحسب ما أكدت المتحدثة باسم #الخارجية_الأميركية، هيثر ناورت.

وأعلنت كوريا الشمالية أنها أجرت الأحد تجربتها النووية السادسة والأقوى حتى الآن، مؤكدة أنها اختبرت “بنجاح تام” قنبلة هيدروجينية يمكن وضعها على صواريخ بعيدة المدى، في تحد جديد للرئيس الأميركي دونالد ترمب والأسرة الدولية.

ولكن الغريب، وفقاً لتقرير “فورن بوليسي”، أن تيلرسون أثناء مشاركته عن بعد في الجلسة لم يدلِ بأي ملاحظة أو بيان حول التجربة النووية لبيونغ يانغ، وترك المهمة لمندوبة الولايات المتحدة في المجلس، نيكي هيلي.

وبالفعل لعبت هيلي، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب، دوراً رئيسياً خلال أزمة كوريا الشمالية، طغى بالكامل على دور وزارة الخارجية المتراجع بشكل ملحوظ منذ تنصيب ترمب في 20 يناير/كانون الثاني، وتولي تيلرسون، الذي كان يدير واحدة من كبرى شركات النفط، حقيبة الخارجية.

وأعلنت هيلي في اجتماع مجلس الأمن المذكور حول أزمة كوريا الشمالية أنه حان الوقت “لاستنفاد كافة الوسائل الدبلوماسية قبل فوات الأوان”.

وكان تيلرسون في وقت سابق قد أصدر تصريحات حول أزمة بيونغ يانغ تتحدث عن التهدئة وتقلل من احتمالات نشوب حرب، بالتناقض مع تصريحات ترمب التي هدد فيها كوريا الشمالية “بالنار والغضب”.

وفي أعقاب ذلك، أدلى تيلرسون بتصريح غريب عن ترمب عند الحديث عن موقف ترمب الذي دان أنصار اليمين المتطرف ومعارضيهم على السواء في الاشتباكات التي نشبت في وقت سابق بولاية فرجينيا أثناء تظاهرة لمؤيدي تفوق العنصر الأبيض. وقال تيلرسون بالحرف الواحد في حديث لشبكة تلفزة أميركية إن “الرئيس يتحدث عن نفسه”، أي لا يعبر عن المجتمع الأميركي وقيمه.

وإلى ذلك، فإن دور هيلي البارز في إدارة ملف قضايا السياسية الخارجية الأميركية لم يقتصر على كوريا الشمالية، بل امتد إلى ملف يحظى بأهمية في واشنطن، وهو الملف الإيراني.

والثلاثاء الماضي، وفي كلمة أمام معهد “انتربرايز” في واشنطن، أعطت هيلي تقريرا مفصلا عن رؤية الإدارة الأميركية لاتفاق إيران النووي، مشيرةً إلى أن الرئيس لديه من المبررات التي تجعله يؤكد أن الاتفاق المذكور لم يكن في خدمة المصالح الأميركية.

وعلى العكس، اشتبك تيلرسون مع ترمب خلال الصيف الماضي خلال النقاش الذي ثار حول التزام طهران بتعهداتها الواردة في الاتفاق النووي، حيث أصر وزير الخارجية على أن إيران ملتزمة وهو ما رفضه ترمب، ولكن الأمر انتهى إلى تمديد مدته 90 يوماً، يجري عقبها النظر مجددا في الملف برمته.

ويرى مختصون، منهم ميشيل فوشس، مساعد وزير الخارجية السابق لشؤون الشرق الأقصى والمحيط الهادي في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، أنه” من الغريب أن وزير الخارجية الأميركي لا يتحدث علانية عن القضايا المثارة”.

غياب تيلرسون بات واضحا أيضا في المؤتمر الصحافي الذي عقده البيت الأبيض، الأحد الماضي، عقب تجربة كوريا الشمالية الأخيرة، والذي شارك فيه وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس ورئيس هيئة الأركان، الجنرال جوزيف دانفورد. وهدد ماتيس نظام كوريا الشمالية تهديداً عنيفاً استخدم فيه كلمة “الإبادة”.

العربية نت

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى