سواليف
بعد أقل من ساعة من تفجير حافلة تابعة للحرس الرئاسي التونسي عصر الثلاثاء الماضي في العاصمة، أعلن مدير “أيام قرطاج السينمائية الدولية” عن تواصل فعاليات دورتها السادسة والعشرين، فيما وقع الانفجار على بعد 500 متر فقط من مقر المهرجان.
وما إن أعلن مدير المهرجان إبراهيم لطيف، وسط الجمهور الذي أتى لمشاهدة الفيلم التونسي المشارك في المسابقة الرسمية مساء الثلاثاء الماضي، استمرار المهرجان، حتى هب الحضور واقفا ليغني الجميع “حماة الحمى” النشيد الوطني التونسي، بحماسة عالية وسط تصفيق مستمر وصيحات “تحيا تونس”.
وعمد كثير من الشباب الحاضر داخل قاعة الكوليزيه الكبيرة التي تتسع لـ1500 شخص الى تصوير المشهد الذي سرعان ما ضجت به وسائل التواصل الاجتماعي في تونس وخارجها.
وقد أصر مخرج الفيلم فارس نعناع ومنتجه الحبيب بلهادي على عرض الفيلم “شبابك الجنة” الذي استغرق إنجازه خمس سنوات، وكذلك فعل الجمهور الذي بقي في القاعة لمتابعة العرض.
وعمدت القوى الأمنية المكلفة رعاية المهرجان، على إجلاء لجنة التحكيم الدولية التي تضم أعضاء من العرب والأجانب فضلا عن تونسيين، غير أن بعض أعضاء لجنة التحكيم من العرب رفض المغادرة وأصر على مشاهدة العرض بجانب الجمهور.
وعقب انتهاء العرض، استمر التصفيق لفترة طويلة وصعد فريق عمل “شبابك الجنة” إلى الخشبة. وهذا العمل هو الفيلم التونسي الثاني المشارك في المسابقة الرسمية.
وكانت القوى الأمنية عمدت قبيل ذلك إلى إجلاء فريق فيلم “قدرات غير عادية” للمخرج المصري داوود عبد السيد بعد انتهاء العرض ومن دون النقاش المعتاد مع المخرج الذي كان يفترض أن يتم في قاعة الكوليزيه أيضا. وقد وقع الانفجار خلال عرض الفيلم.
وكان عدد من الفنانين المصريين حاضرا ونقلوا وسط حراسة أمنية مشددة، وشوهد منهم محمود حميدة وخالد أبو النجا وسلوى خطاب وكندة علوش ونجلاء بدر والمؤلف الموسيقي خالد داوود.
وألغى “المركز الفرنسي” في تونس حفلا كان سيقيمه على شرف ضيوف المهرجان مساء أول من أمس.
وطلبت سفارات الدول الأخرى من رعاياها المشاركين في فعاليات مهرجان قرطاج التواصل معها.
ووجه الفنانون المصريون رسالة فيديو إثر إعلان حالة الطوارئ أكدوا فيها بقاءهم في تونس ومواصلة المهرجان. وقالوا فيها “نحن أتينا إلى هنا لنوصل رسالة فن وسلام ولن نعود قبل أن نكمل هذه الرسالة وسنكمل حتى نهاية المهرجان رسالة الحب والسلام هذه”.
كذلك سارع نقاد وسينمائيون إلى إصدار بيان حمل عنوان “بالفن والسينما تحيا الشعوب لا بالقتل والإرهاب والتفجير”، وقد وقعه أيضا الكثير من السينمائيين والنقاد المشاركين في فعاليات المهرجان.
وسرعان ما لاقى هذا البيان صدى خارج تونس أيضا ووقعه مخرجون وفنانون من الخارج تضامنا مع هذا الموقف.
ولم يعلن أحد من ضيوف المهرجان رغبته بالمغادرة، بينما استمر خلال اليومين الماضيين وصول بعض الوفود المشاركة عبر مطار تونس.
وقد ألغيت فقط عروض الساعة التاسعة مساء الثلاثاء الماضي في قاعات السينما تماشيا مع قرار منع التجول ليلا جراء إعلان حالة الطوارئ. وقد استحدثت قاعة للعرض داخل مقر المهرجان عرض فيها فيلمان من المسابقة تباعا.
وانهمك منظمو المهرجان أول من أمس في تغيير جدول العروض لتكييفه مع منع التجول. وستتواصل العروض الليلية في القاعة المهرجان التي استحدثت لهذه الغاية.
وقد انطلقت الدورة السادسة والعشرون من “أيام قرطاج السينمائية” السبت الماضي وسط إجراءات أمنية مشددة متجاوزة التهديدات التي طاولت شارع الحبيب بورقيبة الشريان الرئيسي في قلب العاصمة والذي أقفلته السلطات منذ بداية المهرجان تحسبا.
وتستمر فعاليات المهرجان حتى يوم غد، وتضم عددا من التظاهرات المختلفة مع عرض 400 فيلم من 56 دولة وبحضور ما يزيد على 400 ضيف عربي وأجنبي.
وتشهد هذه الدورة، كما الدورات السابقة من المهرجان، إقبالا كبيرا من الجمهور التونسي؛ حيث نفدت البطاقات لعدد من الأفلام، وخصوصا فيلمي “شبابك الجنة” التونسي و”الزين اللي فيك” المغربي.
وتضم المسابقة الرسمية ثلاثة أفلام تونسية وفيلمين من الجزائر وفيلمين من مصر من ضمن 17 فيلما عربيا وأفريقيا. – (أ ف ب)