
سواليف – فادية مقدادي
ثبات المدخول وزيادة التكاليف المعيشية ، وارتفاع مطرد بالاسعار والضرائب ، وغلاء طال الحاجات الأساسية وغير الأساسية ومعظم المواد الاستهلاكية اليومية للمواطن ، يرافق ذلك قلق يومي من فرض ضرائب جديدة ، وتصريحات حكومية شبه يومية عن ضرورة الاعتماد على الذات ، وهذا حسب عُرف الاردنيين وخبرتهم بالتصريحات الحكومية يعني مزيدا من الضرائب ومزيدا من الغلاء .
التخوف الأكبر هو التقارير الاقتصادية وآراء الخبراء التي تنشر على وكالات الاخبار الاردنية و العربية والاجنبية والتي تحذر من ان الفقر بات يهدد عددا كبيرا من الأردنيين ، واشارت بعض التقارير الى ان ثلث الاردنيين يلاحقهم شبح الفقر .
“بيت العمال للدراسات والأبحاث” الأردني نشر تقريرًا عن الأحوال الاقتصادية للمجتمع الأردني، يوم الخميس، أكد فيه وجود بوادر أزمة اقتصادية قد تعصف بثلث مواطني المملكة.
وأظهر التقرير ، أن معدل البطالة في الأردن ارتفع بشكل كبير، في عام 2017، حيث وصل 18.3%.
وإن ” تقديرات خبراء في البنك الدولي تشير إلى أن ثلث سكان المملكة معرضون أن يقعوا ضمن خط الفقر خلال السنة”.
وأضاف التقرير، أن كل تلك العوامل أضرت أيضًا بقطاع الأعمال، نتيجة للضعف الذي أصاب القوة الشرائية للمواطنين، مما ساهم في زيادة أعداد المتعطلين عن العمل خصوصًا من فئة الشباب”.
وأشار التقرير إلى أن أعلى نسبة في البطالة هي بصفوف الجامعيين من حملة شهادة البكالوريوس.
ماذا بالنسبة لرأي البنك الدولي الذي يعتبر المصدر الاهم للاقتراض في الأرن ؟
البنك الدولي حذر من تدهور الثقة بين الشباب والحكومة في الأردن بسبب عدم توفر فرص العمل وتدنّي نوعية الخدمات ، ويؤكد البنك الدولي أن عددا كبيرا من الشباب، لا سيما الذين يعيشون في المناطق النامية، لديهم “شعور بالغربة”.
ووفق البنك، فإن الشباب في المملكة تأثر أكثر من غيره من تداعيات “التباطؤ الإقتصادي” الذي تعيشه المملكة.
واضاف أنه من المرجح أيضا أن تتفاقم هذه الأزمة في السنوات المقبلة، حيث سيبلغ 34 % من أطفال البلاد مرحلة المراهقة، وسيجدون أن الحكومة غير قادرة على تلبية توقعاتهم.
وما بين التقارير الاقتصادية وآراء الخبراء والاقتصاديين ، وارقام البطالة المرتفعة خاصة بين فئة الشباب ، ما زلنا ننتظر تحركا حكوميا من اجل خلق فرص للعمل ، تنهي حالة الخوف التي تلازم الاردني على لفمة عيشه .
شباب متعطلون صاروا عبئا على عوائلهم وآبائهم رغم انهم يحملون الشهادات الجامعية التي أنفق الآباء مدخراتهم كي يحصل عليها الأبناء .
أين تكمن الحلول ؟
الحلول لا تكمن في وضع الاستراتيجيات والتصورات والخطط التي تبقى على الورق دون تنفيذ ، وفي أدراج المسؤولين في الحكومة ، ولا تكمن في التصريحات الاستعراضية امام الكاميرات .
الحلول تكمن في خطط مبينية على الواقع الاردني وخاصة للشباب الذين يعدون ثروة بشرية ، كثيرا ما اعتمدت عليها اقتصاديات الدول التي تحولت من دول نامية الى دول اقتصادية عملاقة ، الحلول تكمن في خلق مشاريع اقتصادية نستثمر فيها طاقات الشباب وشهاداتهم وخبراتهم ، للنهوض بالاردن اولا ، ومن ثم تحرير المواطن من خوفه على لقمة عيشه .
الحلول تكمن في الاعتراف بالمشكلة ومن ثم ايجاد السبل لحلها ، بعيدا عن جيب المواطن الطريق الاسهل لدى الحكومة لحل مشكلاتها وسد عجزها .
مشاريع وفرص عمل وتشغيل المتعطلين سيكون هذا هو السبيل الوحيد لإزاحة شبح الفقر الذي صار يخيم على الأردنيين شبابا وشيبا صغارا وكبارا ، من ذوي المداخيل المتوسطة والبسيطة .