لم تكن تدري “موج” التي أتت لهذه الحياة قبل تسعة أشهر أنها ستعاني فساد مسؤولي الدولة الأردنية في هذا الوقت المبكر من عمرها، فموج التي ولدت تعاني من ضعف سمع عصبي شديد جدا في الأذنين قرر الأطباء حاجتها لزراعة “قوقعة” حتى تتمكن من سماع الأصوات ووالدها خالد الطوالبة عاطل عن العمل وليس له أي مدخول شهري ثابت يمكنه من القيام بمتطلباته الأساسية فضلا عن أن يقوم بإجراء عملية كهذه على نفقته الخاصة..
يقول والد الطفلة موج لشبكة أخبار العرب أنه وبعد حصوله على تقرير طبي من مستشفى الجامعة الأردنية حول حالة طفلته الرضيعة توجه من فوره نحو الديوان الملكي الهاشمي لإحضار “إعفاء طبي” إلا أن الموظفين هناك أبلغوه بعدم جدوى محاولته كون الديوان الملكي لا يعتمد تقارير مستشفى الجامعة ويتوجب عليه إحضار تقرير من مستشفى المدينة الطبية العسكري..
ما كان من الوالد المكلوم إلا أن توجه إلى مستشفى المدينة الطبية وقام بدفع نحو 70 دينارا أردنيا جراء الفحوصات التي خلصت في نهاية المطاف لتقرير مطابق لتقرير مستشفى الجامعة الأردنية..
توجه والد موج بعد ذلك إلى الديوان الملكي حاملا كافة وثائقه وتقرير المدينة الطبية يوم الأربعاء (أول من أمس) فتم إرشاده إلى الموظف المسؤول عن هكذا طلبات ويدعى (…) فقام والد الطفلة بتسليمه الأوراق اللازمة إلا أن الموظف قام برميها على المكتب دون إعطاء أي معلومة للأب ما دفع الأخير لسؤاله عن الإجراءات التي ينبغي إتخاذها لكي يتم إبلاغه بقبول طلبه من عدمه كإعطائه رقما أو ما إلى ذلك، فما كان من ذلك الموظف إلا أن قام بإعادة الأوراق لوالد الطفلة طالبا منه مغادرة المكان ومهاتفة ،أحد الأرقام بعد أسبوع أو أسبوعين قائلا “إذا رد عليك بتقدم أوراقك.. إذا رد عليك” بطريقة إستفزازية كما يقول والد الطفلة..!
حمل الوالد أوراقه وتوجه نحو محافظ عمان لتقديم شكوى حول ما جرى معه إلا أنه أبلغ بعدم وجود صلاحية للمحافظ على موظفي الديوان الملكي، وقيل له إذهب إلى ديوان المظالم..!
في ديوان المظالم تم إبلاغه نفس الجملة “لا صلاحية لنا على موظفي الديوان الملكي” إذهب لمنظمة حقوق الإنسان..!
منظمة حقوق الإنسان بدورها قالت ما قاله سابقيها موضحة أن أقصى ما يمكن أن تفعله تجاه الرجل أن تقوم هي بتقديم طلبه الذي تم رفض قبوله وأنها لا تعلم إن كان سيتم قبوله منها أو سيتم رفضه كذلك..
والد الطفلة الرضيعة عرض قصته على شبكة أخبار العرب وحدث رئيس تحريرها بتفاصيل ما جرى معه وزوده بكافة الوثائق والتقارير واضعا حالته أمام الرأي العام للمطالبة بإنصافه في وطن تقاوت فيه الغيلان على أبنائه الشرفاء وهضموا حقوقهم وإستمرأوا إستذلالهم لا لشيء.. إنما هو الشعور بعدم المساءلة مغفلين مساءلة رب العالمين التي لا ينفع بين يديها جاه أو سلطان..
ف . ع
البريد الالكتروني : ramthah@yahoo.com
