سواليف
طالب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، السبت 11 يناير/كانون الثاني 2020، إيران، بالاعتذار رسمياً، ودفع تعويضات لعائلات الضحايا الأوكرانيين، الذين قُتلوا بعد استهداف الجيش الإيراني لطائرة، قالت طهران إنه بـ «الخطأ»، وتسبب في قتل جميع من كانوا على متنها.
جاءت مطالب زيلينسكي بعد وقت قصير من إقرار إيران بأنها أسقطت الطائرة الأوكرانية من طراز بوينغ 737، التي كان على متنها 176 شخصاً، وهم 82 إيرانياً، و63 كندياً، و11 أوكرانياً، و10 سويديين، و4 أفغان، و3 ألمان، و3 بريطانيين.
زيلينسكي قال إن بلاده «تتوقع تحقيقاً كاملاً واعترافاً كاملاً بالذنب، وتعويضاً من إيران بعد إسقاط الطائرة»، مضيفاً: «نتوقع من إيران تأكيدات على استعدادها لإجراء تحقيق وتقديم المذنبين إلى العدالة، وإعادة جثث القتلى، وتقديم اعتذارات رسمية عبر القنوات الدبلوماسية».
إيران أنكرت مسؤوليتها في البداية
كانت إيران قد قالت إنها أسقطت الطائرة دون قصد، وعبَّرت عن أسفها بشدة بعدما أنكرت إسقاط الطائرة في بادئ الأمر، متمسكة برواية أن الطائرة سقطت جرّاء خلل فني فيها.
جاء إسقاط الطائرة بعد ساعات من قصف إيران أهدافاً أمريكية في العراق بصواريخ بالستية، رداً على قتل واشنطن للقائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني، في العراق، وكانت القوات الإيرانية في حالة تأهب كبيرة لردٍّ عسكريٍّ أمريكي مُحتمل، وكانت تراقب سماءها خشية هجوم بالطائرات، وعلى ما يبدو اعتقد الجيش الإيراني أن الطائرة الأوكرانية هدف مُعادٍ فاستهدفها.
كانت صحيفة The New York Times قد نشرت مقطع فيديو يُظهر لحظة إصابة الطائرة بصاروخ، وكان واضحاً وجود جسم يتحرّك بشكل سريع ويرتفع في السماء قبل أن يظهر وميض ساطع ثم يخفت ويواصل تحرّكه إلى الأمام، وبعد عدة ثوان سُمع دويّ انفجار.
أثار إسقاط الطائرة الأوكرانية في سماء طهران مخاوفَ دول عدة من تحليق طائراتها هناك، كما ألغت العديد من خطوط الطيران رحلاتها إلى العاصمة الإيرانية، أبرزها شركة الطيران الألمانية لوفتهانزا، التي قالت ناطقة باسمها إن «واحدة من طائراتها كانت متوجهة من فرانكفورت إلى طهران عادت أدراجها بعد ساعة من إقلاعها، يوم الخميس الفائت»، في إجراء «وقائي لأسباب أمنية» في المجال الجوي لمطار طهران.
كذلك أعلنت خطوط الطيران النمساوية إلغاء رحلتها المتوجهة إلى طهران، الجمعة، نظراً «للتقارير الأخيرة، وتغيير التقييم بشأن الوضع الأمني في المجال الجوي حول مطار طهران».