خاص #سواليف
مقال الأثنين 15 – 8 – 2022
اذهبوا إلى أي مدينة إلى أي #قرية إلى أي مخيّم ، ستشاهدون نفس المشهد الذي جعلني أحبس أنفاسي طويلاً وأفكّر بالمستقبل المرعب..
حلقات بشرية ، قوّة هادرة ، بنية جسدية مثالية ، شهادات جامعية عليا،دورات متخصصة ، يقسّمون أنفسهم على طاولات المقاهي والاستراحات يلعبون الورق ، رجال لا أفق أمامهم ، لا أمل ينشلهم ، لا عمل يشغلهم ، لا يصدّقون حديث الساسة حول التشغيل والمشاركة السياسية؛ فكلام الساسة كبقبقة الأرجيلة في المقهى، غير مفهوم،وسخيف، ولا يسترعي انتباه أحد..
في إحدى قرى الشمال ، كان #الشباب من كل فوج ينسلون ، يحملون سلاحهم الفضي والمذهب في مقاتلة الفراع “الأرجيلة وعلبة الشدّة” يجلسون تحت الشجر أو على طاولة المقهى ، يمضون ساعات طوال طوال وهم يتشاجرون ويتنافسون ويتلاومون حول “ألبنت الديناري” و”شايب السنك” و”ختيار الكبّة” واللطش الضائع بسبب سوء نقدير أحدهم وهم يدركون جيداً أن أعمارهم عبارة عن “لطوش ضائعة” بسبب سوء تقدير من أوصولنا الى هذه الحالة..
قلت لصديقي الذي بقربي تخيّل كل هذه الطاقة الإنتاجية تذهب هدراً في الليل كدخان #المعسّل، تخيّل في النهار النوم الطويل المميت ، وبالليل السهر الذي ينعس الحجارة ، ومع ذلك انهم يحرقون أيامهم بزفير صدورهم عن سبق إصرار ..تخيّل لو وجدت هذه القوة الإنتاجية الهائلة عملاً في النهار،أو طاقة أمل ..هل ستجد الشباب بهذه الكثافة في المقاهي..انهم أوراق بيد الفراغ..
في ألمانيا وأوروبا عموما من المستحيل أن تجد مطعماً أو مقهى يفتح بعد الساعة التاسعة مساء الا بعدد محدود في “مراكز التسوق”..كل المدن المنتجة تنام باكراً ،تنام متعبة ،تنام مرتاجة ، مملكة النحل لا أرجيلة ولا ورق اللعب بها..إما الإنتاج او الطرد والموت..
ماذا فعلتم بأبنائنا أيها السفلة؟..
#أحمد_حسن_الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com