سواليف
حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما من أن خليفته في المنصب دونالد ترامب سيصطدم بالواقع إذا ما حاول الوفاء بالوعود الأكثر إثارة للجدل التي قطعها إبان حملته الانتخابية.
وجاء تصريح الرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته في مؤتمر صحفي عقده قبيل القيام بزيارة وداعية لأوروبا ستقوده إلى اليونان وألمانيا وتهدف إلى طمأنة حلفائه بشأن الرئيس الأميركي المنتخب الذي وصفه أوباما مرة بأنه “غير مناسب” لقيادة الولايات المتحدة.
وقوبل فوز ترامب الأسبوع الماضي على خصمه من الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون بفرح غامر من أنصاره غير أنه أثار موجة من الاحتجاجات في أنحاء الولايات المتحدة التي لم تعتد على هذا النوع من المظاهرات.
ورغم أن أوباما أقر بأن ثمة “مخاوف” تساوره من تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة خلفا له، لكنه حث مواطنيه على منحه الوقت لكي “يضطلع بمهامه الجسيمة”.
ورأت وكالة الأنباء الفرنسية أن أوباما أراد بذلك طمأنة أولئك الذين ما زال ينتابهم القلق من ترامب.
وردا على سؤال عما إذا كانت لديه مخاوف إثر تعيين ترامب لستيف بانون اليميني المتطرف كبيرا للمستشارين وكبيرا للمخططين الإستراتيجيين في البيت الأبيض، قال أوباما “هل لدي مخاوف؟ بالطبع، بالتأكيد لدي مخاوف، أنا وهو نختلف في العديد من المواضيع”.
وقد أثار تعيين بانون غضب الجمعيات المناهضة للعنصرية.
وكان قطب العقارات قد توعد أثناء حملته الانتخابية بأن يعيد النظر في أكثر علاقات بلاده الدولية أهمية.
و اعتبر أوباما الرئيس المنتخب الذي التقاه الخميس الماضي بالبيت الأبيض “ليس أيديولوجيا بل براغماتيا (عملي)”، موضحا “لا أعتقد أنه أيديولوجي، هو في النهاية براغماتي، وهذا ما سيكون مفيدا له في حال أحاط نفسه بأشخاص جيدين، وعرف بشكل واضح ما يريد”.
وفي مواجهة المخاوف التي عبر عنها حلفاء الولايات المتحدة إزاء إمكانية إعادة توجيه الدبلوماسية الأميركية، أكد أوباما أنه سيكون هناك “استمرارية إلى حد كبير” للسياسة الخارجية وأن بلاده ستظل “منارة أمل” و”أمة لا غنى عنها” في العالم.
وكان ترامب وعد عندما كان مرشحا للانتخابات الرئاسية بأنه سينسحب من اتفاقية باريس لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري التي أُبرمت في ديسمبر/كانون الأول 2015، ووصف الخلل في المناخ بأنه “خدعة” ابتكرها الصينيون.
كما تعهد ترامب بإلغاء اتفاق البرنامج النووي الإيراني الذي شكل اختراقا دبلوماسيا كبيرا استلزم سنوات من التفاوض بين الولايات المتحدة والقوى الكبرى مع إيران وجرى توقيعه في 14 يوليو/تموز 2015.
لكن أوباما اعتبر أنه سيكون من العسير على ترامب البقاء على موقفه “لأن من الصعب التراجع عن شيء بدأ يعمل (…) عن اتفاق رائع (…) يمنع إيران من الحصول على سلاح نووي”.
وقال أوباما إن “إحدى الرسائل التي بإمكاني أن أنقلها هو التزامه (ترامب) بحلف شمال الأطلسي وبالتحالف بين ضفتي (المحيط) الأطلسي”، معتبرا أن هذه التحالفات “جيدة ليست لأوروبا فحسب، بل للولايات المتحدة أيضا”.
الجزيرة