أهم ما في عملية السلط
رسائل كبيرة يمكن ان نفهمها من عملية السلط الاخيرة، اهمها، واشرفها، ان في مستودع الاردنيين الوطني كثيرا من المهج والارواح الزكية التي تنتظر الشهادة دفاعا عن البلد.
التحقيقات ستسفر عن الكثير من المعلومات، والاجهزة الامنية ستعرف، من خلالها، سياقات العملية، ومن وراءها، وهل نحن بصدد تحرش منهجي تقوم به الخلايا النائمة، ام انها مجرد عملية لمجانين متطرفين.
لكن مرة اخرى، هناك رسائل يمكن فهمها بعد عملية السلط، منها، ان هؤلاء المتطرفين، لا حاضنة اجتماعية شعبية لهم، وهذا مطمئن جدا، فقد شمّسهم الاردنيون دون ان يرف لهم جفن.
رفع الاردنيون عنهم الغطاء، والتعاطف، مهما كانت اصولهم ومنابتهم، جذورهم وسيقانهم، كبرت عائلاتهم او صغرت، فالاردنيون نبذوهم، وما جرى في السلط، وقبل ذلك في الكرك، يثبت عمق نظرية التشميس.
هذا العقل الجمعي الذي تعارف عليه الاردنيون، يصيبنا بالطمأنينة، يعمقها لدينا، ويجعل علاقة المتطرفين بالبلد علاقة ذات بعد فردي وامني، والمواجهة فيه مع الاجهزة، محسوم لصالح الدولة، والسبب انه لا عمق اجتماعيا لهؤلاء.
لكن، هذا لا يعفينا، من الاشتباك مع بعض الاسئلة الضرورية عن سبب جنوح هذه الفئة من الشباب نحو التطرف، لابد من دراسة عميقة غير منحازة للمبررات ومن ثم العلاجات.
لا زال بيننا من هؤلاء المتطرفين كم لا يستهان به، وتعرفهم الاجهزة الامنية بشكل واضح، والسؤال: كيف سنتعامل معهم ونمنع ذهابهم لمرحلة العنف المادي؟
هل سنطلق حوارا مع هؤلاء يعدل من امزجتهم ومواقفهم؟ هل سندمج الثقافي مع الامني لنصل الى نتيجة، ام اننا سنراقب وننتظر فتفلت هنا خلية وهناك اخرى؟
علينا ان نتدخل لنخفف عن الجهاز الامني الذي يتحمل العبء الاكبر في المواجهة، لابد من مقاربة ثقافية مجتمعية تعمل على تفكيك وتركيب عقلية المتطرف واعادته الى الجماعة الوطنية.
نؤيد الاداء الامني، كما فعل ذلك كل الاردنيين في اليومين الماضيين، فحين تقع الواقعة لابد من حزم وامن، لكننا نتمنى ان تسبق الوقاية كل المساقات، وان ننجح في بعض ذلك.