أهالي شارع حكما في اربد مصدومون من تضليل الإرهابيين

سواليف
يعيش سكان وسط مدينة اربد وخاصة شارع حكما حالة من الصدمة والذهول من تورط اشخاص من سكان الشارع مع تنظيمات إرهابية معادية للمملكة، لم يكن يتوقع منهم ذلك، خاصة وانهم كانوا لا يظهرون اي سلوك متطرف.
ووفق سكان مجاورين طلبوا عدم نشر اسمائهم فان أحد الارهابيين وهو في الخمسين من عمره كان يمتلك محال تجارية بالمدينة، ولم يلحظ عليه أية نشاطات مخالفة، فيما قال آخرون، ممن عرفوا بعض هويات المتورطين الذين كانوا يبدون في العشرين والثلاثين من اعمارهم، إنه لم يكن يعرف طبيعة اعمالهم التي كانوا يتكتمون عليها.
واشاروا الى ان اغلب الارهابيين سكان جدد في العمارة التي يمتلكها رجل مسن ولا يقيم بها، موضحين ان العمارة والتي كان يستأجرها الارهابيون تتكون من طابق سفلي يحتوي على مخازن، وطابقين علويين كان يسكن بها الارهابيون.
واكدوا ان الارهابيين غير معروفين لديهم بشكل دقيق، خاصة وانهم كانوا لا يختلطون بأهل الحي، ومعرفتهم بهم تقتصر على رؤيتهم بمسجد الحي وهو مسجد ابو بكر الصديق، لكنهم اشاروا الى ان الارهابيين كانوا يتظاهرون بسلميتهم دائما.
واضافوا انهم لاحظوا في الفترة الاخيرة تواجدا كبيرا للسلفين بالمسجد على شكل حلقات، وهو ما كان يشكل مصدر ازعاج للمصلين من سكان المنطقة.
واوضحوا ان لديهم معلومات بأن احد الارهابيين خرج من السجن قبل اسبوع تقريبا.
وقالوا ان السلوك الطبيعي الذي كان يظهر على الارهابيين، يبدو انه كان من قبيل التمثيل، وما يخفونه داخلهم كان الاجرام والتطرف والغلو.
واكد عدد من السكان انهم شاهدوا اخلاء جثث الارهابيين وهي تظهر على اجزاء منها اثار حرق، غير انهم لم يتمكنوا من تحديد عددها، فيما اشار آخرون الى انهم شاهدوا احزمة ناسفة ملقاة بالقرب من المبنى الذي تحصن به الارهابيون، وكانت الاجهزة الامنية تعمل على ابطال مفعولها وتفكيكها.
وقال مجاورون، ان سكان شارع حكما في مدينة إربد عاشوا اليومين الماضيين ساعات وصفوها بالصعبة، رغم ان ما حدث عزز ثقة المواطنين بقدرة الأجهزة الأمنية على التعامل مع كل من تسول له نفسه الحاق الضرر بامن الوطن، الا انها تركت ايضا في نفوس البعض القلق، الامر الذي حدى بالعديد الى تفضيل الجلوس بالمنزل وعدم الخروج الى الاسواق التي بدت أمس، شبه خالية.
وما زاد من قلق البعض، ان الوقت الذي بدات به عملية المداهمة، كانت التجمعات التجارية الكبيرة بالمدينة “المولات”، قد بدات باغلاق ابوابها امام زبائنها واخلاء الموجودين بداخلها ما أثار حيرة المواطنين الذين لم يكونوا قد عرفوا بعد ما الذي يحدث، لتزداد الامور قلقا بعد ان تناقل مواطنون معلومات، تؤكد ان جثث الارهابيين الذين قتلوا بالعملية الامنية كانت تلفها احزمة ناسفة.
وبحسب شهود عيان كانوا قريبين من المنزل الذي تحصن به الارهابيون، فأن الارهابيون كانوا يستخدمون اسلحة اتوماتيكية، ويصوبون بين الفينة والاخرى من نوافذ البناية التي يقيمون فيها وبشكل احترافي يدل على انهم مدربون على قتال الشوارع.
وما تزال تسيطر على الحي الشمالي وبعض مناطق المدينة المظاهر الأمنية من قبيل انتشار لافت لدوريات الأمن، وتمركز عدد من القوات بموقع الحدث بشكل طوق أمني يحاصر المنطقة، وفق شهود عيان.
ودفع الفضول بالعديد من المواطنين الى الذهاب للمكان الذي شهد عملية المداهمة الامنية، املا منهم مشاهدة ما تبقى من اثار ما وصفوه بـ”معركة البواسل” ضد “الارهاب”، غير ان احدا لم يستطع الاقتراب لوجود قوات امنية منعتهم من ذلك ليكتفوا بمتابعة المشهد من بعيد.
وشغل الحدث مواقع التواصل الاجتماعي، الذي تناقل خلاله المواطنون كل ما سمعوه او شاهدوه، ليبدوا الامر اشبه بعملية مسابقة لنشر احدث معلومة واحدث صورة، ما دفع بجهات امنية وبشكل غير رسمي، الى الطلب من ما يمكن تسميتهم “بعشاق المعلومة” التوقف عن تناقل معلومات غير دقيقة.
وكانت مواجهات مسلحة بين قوات من الاجهزة الامنية وعناصر خلية ارهابية مرتبطة بعصابة “داعش” في مدينة اربد مساء اول من امس ادت الى استشهاد احد افراد القوة الامنية، وهو النقيب راشد الزيود، فيما اصيب 5 افراد من القوة ومواطنين اثنين كانا على مقربة من المكان، حيث اصيب احدهما بيده والاخر بقدمه وحالتهما العامة متوسطة، في الوقت الذي قتل فيه 7 من افراد الخلية، بحسب مصدر امني.

الغد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى