أهالي الرمادي … مدينتنا لم تحرر و” داعش ” يسيطر على نصفها

سواليف

اتهم شيوخ عشائر ومسؤولون في محافظة الأنبار، غرب العراق، الحكومة العراقية ووسائل الإعلام المحلية، بتضليل الحقائق عن العراقيين حول المعارك الجارية داخل مدينة الرمادي، مؤكدين أن المدينة لم تطهر بعد، وأن داعش لا يزال يسيطر على أكثر من نصفها.

وقال الشيخ خليفة الجميلي من شيوخ عشائر الرمادي : إن”الحكومة العراقية تحدثت الأسبوع الماضي عن تحرير مدينة الرمادي بالكامل، إلا أن ما يحدث الآن على الأرض، وما تشهده مدينة الرمادي من معارك، يشير إلى أن داعش ما يزال يمسك بزمام المبادرة، وأنه لا يزال يفرض سيطرته الكاملة على نحو 60% من المدينة”.

وأضاف أن “أعداد القتلى في صفوف الجيش العراقي ومقاتلي العشائر خلال الـ72 ساعة الماضية، كشفت حقيقة ما يجري داخل مدينة الرمادي”، داعياً “الحكومة العراقية وإعلامها الرسمي إلى التحلي بالصدق في نقل الحقائق”.

إلى ذلك، اعتبر الشيخ فاضل الدليمي عملية تحرير الرمادي “ناقصة”؛ لأنها- بحسب قوله- “توقفت ولم تنقض بشكل مباشر على جيوب عناصر داعش في مناطق قريبة من المدينة”.

وأضاف، في حديث لـ”الخليج أونلاين”، أن “الإعلام العراقي يهول الأخبار بشكل كبير، وقد كشفت هجمات داعش خلال اليومين المنصرمين حقيقة ذلك التهويل”، ورأى أن ما أسماها بـ”الأخبار غير الدقيقة، تصيب القوات العراقية بالإحباط، وتضعفها في مواجهة داعش، وهي تحتاج إلى معنويات عالية”.

من جهته فنَّد رئيس مجلس محافظة الأنبار، عيد عماش الكربولي، ما أعلن عنه الإعلام الرسمي للحكومة العراقية الأسبوع الماضي، عن تحرير مدينة الرمادي بالكامل من سيطرة مقاتلي تنظيم “الدولة”، مؤكداً أن “مدينة الرمادي لم تطهر لحد هذه الساعة، وإن ما تم تطهيره هو المربع الحكومي وأحياء قليلة من المدينة”.

وقال الكربولي في تصريح صحفي له: إن “ما تم نقله عبر وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية حول تحرير مدينة الرمادي بالكامل من سيطرة تنظيم داعش لم يكن دقيقاً في وصف الحدث، حيث إن القوات الأمنية طهرت المربع الحكومي وسط مدينة الرمادي، في حين تناقلت وسائل الإعلام تطهير مدينة الرمادي بالكامل”.

وأضاف أن” المساحة التي تتواجد فيها القوات الأمنية داخل مدينة الرمادي لا تزيد على الـ40% من مساحة المدينة”، لافتاً إلى أن أحياء الثيلة ومستشفى الرمادي ما زالت لحد هذه الساعة خالية من القوات الأمنية، فضلاً عن سيطرة التنظيم على مناطق شرقي مدينة الرمادي، وهي المضيق والصوفية والسجارية وجزيرة الخالدية وحصيبة، وهذه المناطق قريبة عن مركز مدينة الرمادي”.

وأشار إلى أن “عام 2016 لن يكون عاماً لنهاية داعش في الأنبار كما صرحت به بعض الشخصيات المسؤولة عن الملف الأمني في البلاد؛ لكون الحدود مع سوريا ما زالت خاضعة لسيطرة التنظيم، ومفتوحة أمام الجماعات الإرهابية للدخول إلى مدن الأنبار بطريقة سهلة”.

وكانت القوات الأمنية أعلنت في 28 من ديسمبر/كانون الأول الماضي، سيطرتها بالكامل على مدينة الرمادي، الواقعة على بعد نحو 110 كم غرب العاصمة العراقية بغداد، انطلقت على إثرها احتفالات واسعة عمت عدداً من مدن البلاد.

فرحة العراقيين بتحرير مدينة الرمادي لم تدم طويلاً، حيث تعرض الجيش العراقي بعد أيام من سيطرته على المجمع الحكومي وسط الرمادي إلى نكبة جديدة، بعد هجوم واسع شنه عناصر تنظيم “الدولة”، أفقدته زمام المبادرة، وأجبرته على التراجع من بعض المناطق التي سيطر عليها، حسب ما قاله الخبير العسكري صباح الراوي

وأضاف أن “معركة تحرير مدينة الرمادي أصبحت أكثر تعقيداً من أي وقت سبق، لا سيما بعد استحواذ مقاتلي تنظيم داعش على أسلحة وذخائر جديدة، بعد الهجوم الواسع الذي شنه التنظيم على الرمادي، وهو لا يزال مستمراً حتى اللحظة، فضلاً عن ارتفاع معنويات مقاتلي التنظيم بعد أن تمكنوا من كسر الطوق الأمني المفروض عليهم، وما نخشاه أن يقابله انهيار معنويات القوات الأمنية، التي نرجو أن يكون ما تحقق قبل أيام حافزاً لها على الصمود أمام هجمات داعش”.

وتابع أن” تنظيم داعش ما يزال يفرض سيطرته الكاملة على أغلب المناطق المحيطة بمدينة الرمادي، كالفلوجة والكرمة من جهة الشرق، وجزيرة الخالدية من جهة الشمال، بالإضافة إلى مناطق هيت وكبيسة وعنة وراوة والقائم غرباً إلى حدود سوريا”.
الخليج اونلاين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى