سواليف – شاكر الجوهري
توقعت مصادر خبيرة في شؤون استيراد القمح، أن تثبت فحوصات مختبر إبن حيان في العقبة، فساد وتلوث صفقة قمح جديدة، وصلت ميناء العقبة مساء الإثنين الماضي، وقد تقرر السماح بفتح الباخرة في التاسعة من مساء امس الإربعاء.
حمولة الباخرة تبلغ خمسون ألف طن من القمح الروماني، والجهة المستوردة هي شركة (د)، لمالكها (ع. د.)، وقد حصلت على تصريح الإستيراد بموجب عطاء مستقل، علما أن الشركة المعنية، تقوم بدور الوكيل لعدد من الشركات العالمية.
فور رسو الباخرة في ميناء العقبة، علم بوجود قرار بمنع فتحها، إلى حين اكتمال فترة تسعة أيام من تاريخ تعقيمها في ميناء روماني، وذلك حسب تعليمات شركة المعاينة.
سبب هذا القرار أن شحنة القمح قد عقمت في رومانيا بضعف الكمية المفترضة، حيث يفترض أن تكون كمية التعقيم 5ر4 غم لكل طن، غير أنها عقمت بكمية تعقيم بلغت 9 غم لكل طن.. ما يعني أن الإصابة الحشرية الحية لهذه الكمية حادة، وحكما، كما يؤكد خبير معتمد، أن هذه الكمية من القمح مخالفة لشروط العطاء، والإتفاقية.
وكان نشر قبل أسبوع أن كمية قمح تبلغ (9400 طن) اعتبرت ساقطة في الفحص المخبري لدى مختبر إبن حيان، جراء اصابتها بالعفن، غير أن ذات الكمية، نجحت في فحصين مخبريين آخرين، بقدرة قادر، أجريا لدى الجمعية العلمية الملكية، ومؤسسة الغذاء والدواء، اللذان لا يملكان أجهزة مؤهلة، بعكس مختبر إبن حيان المعتمد من قبل سلطة إقليم العقبة.
وأشار المصدر إلى أنه تم مؤخرا توقيع مذكرة تفاهم بين مؤسسة الغذاء والدواء، ووزارة الصناعة والتجارة، تجيز إعادة فحص شحنات القمح الراسبة في الفحص الأول.
وقال أمين عام وزارة الصناعة والتجارة في تبرير هذه المخالفة، أن إعادة الفحص توفر بين 7 ـ 8 متعهدين لكل عطاء، بدلا عن ما بين 3ـ4 متعهدين.
ويؤكد المصدر أن إعادة الفحص مخالفة لقانون مؤسسة الغذاء والدواء. وأشار إلى أنه يوجد لجنة للإعتراضات على النتائج المخبرية، مشكلة من وزارتي الصناعة والتجارة، الزراعة، مؤسسة المواصفات والمقاييس، غرفة التجارة، وأن إعادة الفحص يجب أن تقرره فقط هذه اللجنة، مع ضرورة وجود مبررات علمية لإتخاذ قرار بإعادة الفحص.
وأضاف المصدر أن شحنة الـ (9400 طن) نجحت لدى إعادة فحصها، غير أنه اثناء تفريغ الكمية من الباخرة، إلى صوامع العقبة، تبين انبعاث رائحة مختلفة عن رائحة القمح. وأرسل تقرير بذلك إلى كل من مدير عام مؤسسة الصوامع، ووزارة الصناعة والتجارة.. غير أن هذا التقرير اختفى.. أو تم إخفاءه، وتم نقل الكمية بسرعة إلى صوامع الجويدة.
ويضيف المصدر أن ذلك يعني صحة تقرير الفحص الأول، الذي أكد عدم صلاحية الشحنة.
وأشاد المصدر بكفاءة مختبر إبن حيان، الذي قال إنه يجري فحوصاته بموجب معايير الـ “إيزو”، فيما إعادة الفحص تتم بموجب القاعدة الفنية الأردنية، إذ يجرى الفحص الأول على العينة المركبة، ويكون الحد الأعلى للعد الجرثومي فيما يخص العفن، بحسب القاعدة الفنية الأردنية ثمانون ألف وحدة.
أما عند إعادة الفحص، فيجب أن يتم على الوحدات المجزأة، ويكون العد الأعلى 100 وحدة جرثومية لكل واحد غم.
ويكشف المصدر عن أن تقنية الفحص الجديدة لم تصل الأردن بعد، حتى الآن. وعليه، فإن الشوائب الحشرية في الشحنة الجديدة عالية جدا.
ويوضح أنه بحسب الإتفاقية، فإنه مسموح بما بين 2ـ3 حشرات لكل عينة متكونة من كيلو غرام واحد. وفي هذه الحالة، يقول أنه لا داعي لمضاعفة كمية المعقم لكل طن، حيث يكفيها فقط 5ر4 غم للطن الواحد، ولا ضرورة لتعقيمها بواقع 9 غم للطن.
ولفت المصدر إلى أن رئيس لجنة الإشراف يحمل شهادة بكالوريوس في القانون.. أي أنه يفترض عدم تأهيله فنيا للمهمة الموكلة إليه.
