أمي وأبي

أمي وأبي
سالم فلاح المحادين

رجعتني برودة الجو اليوم لمشهد قديم من ذاكرة العائلة أظنه لا يصلح للنشر بالفصحى فعذراً على العامية فيما ستقرأون : كنا قاعدين قدام صوبة الكاز ، الجو شديد البرودة ، الدنيا آخر شهر وبالتالي وزير المالية ( أمي الله يرحمها ) كانت بتوازن بصعوبة مطلقة بين الإيرادات والنفقات لحتى التآكل الشهري المعتاد يمر بأقل الأضرار ، هظول للجمعية اللي بس تستلمها بدها تسد فيها قسط جامعة ، وهظول لجمعية إستلمتها وسدت فيها كمان قسط جامعة إلي أو لواحد من إخواني ، هظول كاز وبنزين ، هظول مصروف للبيت ، هظول سكر ورز وشاي ، ووو إلخ ، أنا مثلاً شخصياً كنت طالب جامعة في 2001 كانت تعطيني السبت في الليل 15 دينار وتقلي بترجع السبت الجاي في نفس الموعد ، لما هسا بصفن بقول كيف قرينا ؟ وقديش إنحرموا أو تعبوا في سبيل ما ينقص علينا إشي الحمد لله ؟ كيف راتبها وراتب أبوي كانن يلمن ويحتضنن كل هالتكاليف بأناقة مرئية تخفي وراءها الضنك والكد والكفاح كما وجب أن يكون ؟ ما بعرف ! المهم نرجع للمشهد الرئيسي : سحلت عشرين ليرة من إيد الحجة عراس الصوبة وإلحق إلحق سلامة تسلمك كانت محروقة ، طبعاً لا شعورياً إعتبر كل واحد منا إنه ممكن يتم إتهامه بإنه سبب الجريمة وغادرنا سراعاً قبيل إنطلاق موجة الغضب العارمة 🙂 هيك مشهد مو بس في دارنا لأ ! هاظ المشهد في بيوت ابناء الحراثين من شمال الأردن لجنوبه ، هاظ المشهد في كل بيت حر شريف ياما انظلم والتز عجهده لحتى يقري ولاده وما يشعرهم بأي شكل من أشكال الحرمان ! هاظ المشهد مو في بيوت إنولد أبناءهم وفي ثمامهم ( سم هاري ) أو بما معناه ملاعق من ذهب ! مع التذكير بأنه في ناس من الأساس ما بتملك شي تعمله موازنة وبالتالي لك أن تتخيل كم مبدع لم يحظ بفرصة الدراسة لعدم توافر الإمكانيات !

وهينا كبرنا يمة : الحمد لله كل واحد بعابط في الحياة بطريقته متسلحين بتعبكم وجهدكم اللي وصلنا للشي المتواضع اللي إحنا فيه ! الله يرحمكي ويرحم أبوي ويعطي الصحة والعافية للأهالي اللي عم بأدوا الأدوار بكفاءة مطلقة لحتى ما يجوعوا ولادهم ولا يوصلوا لمرحلة يشتهوا اللقمة وما يلقوها .. والحمد لله دائماً وأبداً .

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى