أمور تنبَّأ بها أحد أشهر أفلام الخيال العلمي أصبحت حقيقة

سواليف

على الرغم من أننا ما زلنا بعيدين جداً عن زمان أحداث فيلم Minority Report (تقرير الأقلية) الذي يتصور شكل الحياة في سنة 2054- فإن المفاجئ أن هناك العديد من التكنولوجيات التي تنبَّأ بها الفيلم قد بدأت تخرج للنور بعد 15 عاماً فقط من تقديم هذا العمل الهوليوودي الشهير.

وتقوم قصة الفيلم، الذي أنتج عام 20012على التنبؤ بالكثير من الحالات الغريبة التي وقعت في العاصمة الأميركية واشنطن، وذلك من قِبل وحدة مكافحة الجريمة، التي تسعى إلى منع جرائم القتل قبل أن تحدث، من خلال رؤية المستقبل من قِبل 3 أشخاص متحولين، معروفين باسم “بريغوغس”.

وتنبأ أحد القادة، الذي يدعى جون أندرتون (توم كروز)، بجريمة قتل ستودي بحياة أحدهم.

ويكشف جون أن البريغوغس لا يتفقون فيما بينهم في أغلب الأحيان؛ لذلك يتم في بعض الأحيان إنتاج رؤى بديلة للمستقبل تعرف باسم “تقرير الأقلية”.

ولكن، ما يثير الدهشة في ذهن كل من يعيد مشاهدة الفيلم في الوقت الراهن، أن إحساسه بأن أحداث الفيلم خيالية سيتراجع؛ نظراً لأن سرعة التقدم التكنولوجي في الواقع أصبحت أمراً لا يُصدّق حقاً.

تقرير لصحيفة Independent البريطانية سلّط الضوءعلى بعض التوقعات المستقبلية للفيلم الذي أُنتج قبل 15 عاماً، ولكنها أصبحت واقعاً ملموساً اليوم:

1. سيارات من دون سائق

يعد مشهد محاولة بطل الفيلم جون للهرب من خلال العبور السريع من قبة الزجاج عبر طريق سيارة من دون سائق الأكثر شهرة.

وقد لا تكون قد سمعت عن تجارب جوجل المختلفة (بعضها ناجح، وبعضها لم يكن ناجحاً جداً) مع السيارات ذاتية القيادة.

ومن ثم، أصبح مستقبل السيارات ذاتية القيادة أمراً لا بدّ منه.

2. الإعلانات المخصصة للأفراد

في كل ركن من أركان المدينة التي يذهب إليها جون يشاهد في الفيلم لوحات إعلانات تحمل اسمه؛ وذلك للفت انتباهه.

وعلى الرغم من أننا لم نصل إلى هذه المرحلة بعد، فإن الشركة اليابانية NEC وIBM بدأتا بتطوير لوحة إعلانات شخصية.

3. المنازل التي يمكن التحكم فيها من خلال الصوت

وفقاً للفيلم، فإن جون يستطيع التحكم في منزله عن بُعد، من خلال الصوت فحسب؛ (إذ بإمكانه تحريك شاشة الحائط من خلال إعطاء على سبيل المثال أمر بسيط بذلك).

في الواقع، لم يعد هذا غريباً هذه الأيام، حيث أصبحت هذه التقنيات من بين الأعمال المزدهرة حاليًا.

ويمكن ربط أجهزة أمازون Ecco، وغوغل Home، الشهيرة مع الأجهزة الأخرى لتكون بمثابة نوع من التحكم المركزي في المنزل؛ إذ يمكنها تشغيل الموسيقى، وتشغيل الأضواء وإيقافها، ورفع الحرارة، أو حتى إغلاق الأبواب.

4. التعرف الضوئي على الوجوه

منذ سنة 2011 إلى حد الآن، شارك مكتب التحقيقات الفيدرالي في تطوير ما يسمى “تحديد هوية الجيل القادم” الذي يدمج ما بين بصمة كف اليد وفحص الشبكية ونظام التعرف على الوجه؛ من أجل مساعدة الحاسوب على البحث في التاريخ الجنائي لأحد المشتبه فيهم.

في الفيلم، يحاول جون التهرب من نظام التعرف البصري على مستوى المدينة، من خلال عملية زراعة العين في السوق السوداء المحفوفة بالمخاطر.

والجدير بالذكر أن قاعدة بيانات التعرف على الوجه حالياً تتكون من نحو 411.9 مليون صورة، معظمها متصل بأشخاص ليس لديهم تاريخ إجرامي.

5. الحوسبة القائمة على اللمس

بعد مشاهدة فيلم Minority Report، تبادر إلى ذهن العديد من الناس سؤال واحد: كيف يمكن التحكم في الحاسوب باستعمال الأصابع؟

وما بدا أنه مجرد خيال علمي، أصبح الآن واقعاً وحقيقة، حيث إن مايكروسوفت، وأوبسكورا ديجيتال، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وإنتل- بصدد تطوير واجهات اللمس المتعدد (تقنيات تفاعلية تسمح لمستخدمي الحواسيب بالسيطرة على التطبيقات بواسطة اللمس بالأصابع في عدة مناطق بآن واحد).

ومن ثم، بإمكانك الآن عيش ما كنت تظنه أوهاماً في فيلم Minority Report مع وحدة تحكم الألعاب الآن، وذلك بفضل تكنولوجيا كينكت المتقدمة، على غرار X Box 360 و X Box 1.

6. الشرطة التنبؤية

على الرغم من أن بعض تنبؤات فيلم “تقارير الأقلية” بدت طريقة جيدة للسيطرة على التكنولوجيا واستخدامها، فإنها جاءت مرفقة مع تحذير من التدخل الذي ينتج عن التكنولوجيا.

في الواقع، ذكرت شبكة CNN أن دراسة -أُجريت خلال العام الماضى من قِبل منظمة up turn وجدت أن 20 من كبرى قوات الشرطة الأميركية قد شاركوا بالفعل في أعمال “الشرطة التنبؤية”.

في الفيلم، فهمت إدارات الشرطة أن الخوارزميات الخوارزميات هي الخطوات المنطقية التي تتخذ وفقها الآلات قراراتها غير معصومة من الوقوع في الخطأ، حيث تنبأ الفيلم بإمكانية تزويد الحواسيب بمعلومات مفصلة عن الجرائم ومرتكبيها؛ ليتمكنوا من الاعتماد على تحليلات تلك الحواسيب والتي من ثم ستتمكن من التنبؤ ببعض الجرائم.
وعلى أرض الواقع، أفاد سوريش فينكاتاسوبرامانيان، وهو أستاذ في علوم الكمبيوتر بجامعة يوتا، لشبكةCNN، قائلاً: “عندما يكون لديك آلة تتخذ القرارات من خلال الخوارزميات، فإنها غالباً ما تخطئ، وبدلاً من محاولة إخفاء حقيقة أنهم سيخطئون، نريد أن نكون منفتحين لنتعامل مع هذا الموضوع”.

ويضيف: “لسوء الحظ، فإن الخوارزميات المستخدمة ليست متاحة على نطاق واسع، بحيث يمكن تحليلها ما إذا كانت تعاني عيوباً أو تحيّزاً فيما يخص إدخال البيانات؛ نظراً لأن ذلك ينتهك “أسرارها التجارية”.

ومن ثم، لا أعلم حتى الآن ما إذا كان الضرر الذي تتسبب فيه الشرطة التنبؤية أكبر بكثير من منافعها.

الجدير بالذكر أن الفيلم المذكور ليس الأول الذي تنبأ بتقنيات ننعم باستخدامها حاليًا فقد نشر موقع Movies Cheat Sheet، قائمة جمع فيها أشهر أفلام الخيال العلمي التي تنبأت بتكنولوجيا المستقبل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى