أمن ناعم وخشونة شعب

أمن ناعم وخشونة شعب
قاسم الزعبي

جرت الانتخابات النيابية في الآونة الاخيرة ورافقها ما رافقها من مظاهر تحشيد شعبوي واحتفاليات اعتبطاية بفوز المرشحين رغم قوانين الدفاع..

إن المتتبع لتاريخ الاردن عامة والانتخابات خاصة يتضح لديه أن ما جرى أمس واليوم لم يعهده الاردن المعاصر والحديث… ذلك أن مواقع التواصل أسمهت في نقل الصورة مباشرة دون منتجة ودبلجة وقصقصة….

المبالغة في الاحتفالات كانت مدعاة لأن يغرد الملك بتغريدة مفادها أن الأردن دولة قانون… في رسالة منه لحكومته أن تتخذ الاجراءات الصارمة والحاسمة في ردع الظاهرة ومحاربتها بالطرق القانونية والجنائية المباحة..

مقالات ذات صلة

استقالة الوزير او اقالته كانت أولى الردود الحكومية على تغريدة الملك…. ثم نشر قوات أمنية كبيرة في مناطق المملكة للبحث عن مطلقي النار… وكذلك استدعاء بعض النواب ومناصريهم للتحقيق معهم.. واغلاق المحاكم عشرة أيام لكي لا يتسنى لأحد أن يتكفل مطلقي النار ومثيري الشغب..

الوزير الحلالمة والذي ضرب بيد من حديد قبل أسبوعين وأكثر أوكار ( الزعران والبلطجية) كان مدعاة للرضى الشعبوي عنه… خاصة وأنه جاء بعد سلامة حماد الذي أثار سخط الشعب باعتقالاته لجموع المعلمين واغلاق نقابتهم بالقوة…

المثير لقلق الحكومة هذه المرة أن إطلاق النار لم يكن كما الأعراس المعهودة وحفلات الطهور والتخرج.. بل كان الإطلاق ضربا من جنون يثير الذعر عند الشعب قبل الحكومة… ذلك أننا رأينا اسلحة اوتامتيكية نصف ثقيلة… وأسلحة ذات رصاص ملون… وتمويه وتظليل لسيارات تشبه إلى حد ما سيارا داعش..وشيلات وأغان تمجد القبيلة بطريقة عنصري فظة. عدا عن خطورة الاطلاق والمتمثلة باطلاق النار بأسلحة رشاشة من قبل أطفال ونساء..

قبل عامين اجتمع جلالة الملك بقياداته وحكومته وشعبه في إحدى المناسبات.. وقال بالحرف.: لو ابني اطلق النار طبقوا عليه القانون…

فهل ستقوم حكومة بشر الخصاونة اليوم بتطبيق مقولة الملك ؟
وهل سترفض الحكومة أي توسط لمطلقي النار؟
وهل ستفي حكومة بشر بوعودها بضرب البلطجة والزعرنة بيد من حديد خاصة بعد أن غفلت عنها حكومات النسور والملقي والرزاز تباعا؟
والأهم من ذلك… هل ستكون هناك عقوبات رادعة صارمة جامدة.. بحيث تلغى عضوية أي نائب ثبت أن اطلاق النار كان في احتفاليته؟
وهل ستقوم الدولة مستقبلا بحملة (جمع السلاح)؟

ويبقى السؤال الأهم.. كيف دخلت هذه النوعية من الأسلحة.. ومن الذي أدخلها… لذلك على الحكومة أن تغلق النبع لا أن تلاحق السيل

افعلها بشر… وحاسب النواب قبل مناصريهم.. وابحث عن تجار السلاح.. وستجدنا أول الداعمين لك…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى