أمريكارونا

أمريكارونا
يسارخصاونه

قبل الكورونا كان العالم يعيش في الوهم في سُبات عميق ، وهمُ الجماعة الذي فرضته الحقيقة الفردية ، كنّا نظن وهماً أننا عربٌ لكن في الحقيقة تلاشت فكرة العروبة ، فالعرب متحاربون وهم دُمى في يد أمريكا تفعل بهم ما تشاء ، كنّا نظن وهماً أننا مسلمون أو مسيحيون لكن في الحقيقة تلاشت فكرة الدين ، فهل استجبنا لنداء الله أكبر تحت راية واحدة ، وهل جمعتنا جملة المسيح قام ولو مرة واحدة ، وهل ظهر بيننا ابن رشد و ابن سينا وصلاح الدين ، كان الأوروبيون يظنون وهماً أنهم مبدعون وخالقون وعظماء ، لكن في الحقيقة تلاشت فكرة العظمة والخلق والإبداع فكم من عالم يصل إلى درجة أرسطو وأفلاطون ونيوتن وأرخميدس وشكسبير ظهر في السنوات المئة الثلاث؟ كان الأمريكان يظنون وهماً أنهم أسياد العالم في الحضارة والديمقراطية والعلم ، لكنهم في الحقيقة كانوا قادة العالم في الدمار والدم والوحشية فماذا فعلت لهم سيادتهم الداخلية غير الدمار الذي سيؤدي إلى زوال كل ما عاشوه وهماً .
نعم مضت ثلاثة عقود على هذا العالم وأوروبا تعيش على خيرات العالم المسحوق في أفريقيا وآسيا حتى غدا الإنسان عندها رقماً والمال هو القيمة ، وحين وصلت إلى هذه القناعة جاءت الكورونا لتكشف لهم الحقيقة المؤلمة أن السحر قد انقلب على الساحر فقد عاملت مواطنيها وكأنهم أرقامٌ كما سمعنا وعرفنا ، وأمريكا التي خاضت حروب الدمار والقتل على الأراضي العربية والآسيوية دينياً وعرقياً بإيدي الحكام المتعاونين معها بعد أن سلبتهم إنسانيتهم ، وها هي اليوم تقف عاجزة أمام الكورونا وتقدم لها الطاعة والمواطن والمال والسلطة والسيادة .
لم تنتقم الكورونا كما يعتقد البعض للمغلوبين بغض النظر عن ديانتهم وأعراقهم بل هي تحاول أن تصحح مسار الإنسانية الذي سار غيّاً نحو الحيوانية ، لقد تفشت حيوانية الإنسان فهل الكورونا ستوقض الضمير وتعيد إنسانية الإنسان

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى