#أمراض ترفع الرأس
إلى الصديق ” محمود عيسى موسى ” .
اسمع يا محمود . أنت ” فنان تشكيلي ” ، وكاتب وعضو هيئة ادارية في ” رابطة الكتاب ” ، وصاحب ” صيدلية الشمال ” في مدينة ” إربد ” ، والمقارنة بيني وبينك تبدو في صالحك للوهلة الأولى ، أو هي كذلك في نظر السذج فقط . انما أنا الأقوى ، وأتميز بإصابة ” سرطانية ” في موقع يرفع الرأس . اللسان أيها الصديق . أنت ، هل تجرؤ ، وبالأحرى : ألا تخجل من تقاريرك الطبية التي تقول أن ” السرطان ” أصابك في ( الخصية ) ؟ .
لاحظ أنني ذكرت أعلاه جزءا يسيرا مما ورد في ” المكالمة التاريخية ” التي جرت بيننا صباح الجمعة . وأعترف أن أسلوبك في مخاطبتي لم يعجبني بتاتا : لقد عاملتني كمصاب مستجد ، وكأنني طارئ ومتطفل على المرض . ولم يبق الاّ أن تأمرني بحفر خنادق لا مبرر لها ، مثلما يحدث في ” المعسكرات الكشفية ” : القادة لا يحبون أن يبقى المنتسبون الجدد مطروحين في الثكنات .
ايها الاستاذ . أنت أقدم مني ، وأكثر خبرة ، وأنت مبّجل ومهيب ومرهوب الجانب . ولكن هذا لا يعطيك أي حق في أن تهملني . بل على العكس : ساعدني يا أخي . أشر عليّ ، وسوف أستجيب دون تلكؤ . علّمني كيف أتألم برجولة .. وكيف أتجرع ” الكيماوي ” ، و ” أتعرض للأشعة ” ، دون أن يرف لي جفن .
” محمود ” بجد ، ساعدني في جعل ” السرطان ” تافها . وأنت تعرف أنه كذلك فعلا..