أمراض القلب: الوقاية خير من العلاج

سواليف – يتعرض القلب لأمراض عدة تحدث نتيجة لأسباب مختلفة، منها لا يمكن التقليل من حدوثها مثل التاريخ الأسري للإصابة بالمرض، وجنس المريض (ذكرا أو أنثى)، بالإضافة إلى التقدم في العمر. ومنها يمكن الوقاية للتقليل من حدوث أمراض القلب مثل التدخين، وعدم ممارسة الأنشطة الرياضية وقلة الحركة، وتناول الأغذية غير الصحية والضارة للقلب والأوعية الدموية، وزيادة الوزن على الطبيعي، بالإضافة للنوم غير الكافي للجسم.
وفيما يلي توضيح للآليات غير الدوائية التي تقلل من حدوث أمراض القلب ومنع تطورها:
ترك التدخين
بداية يعد التدخين بمختلف أنواعه (السجائر أو الأرجيلة) من الأسباب الرئيسة التي تؤدي لحدوث أمراض القلب؛ فواحدة من كل خمس وفيات بأمراض القلب سببها التدخين بشكل رئيسي، التدخين يجعلك 2-4 مرات أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب مقارنة بغير المدخن، ويزداد الخطر عند المرأة المدخنة التي تتناول حبوب منع الحمل والمرضى المصابين بالسكري، كما أن له أثرا سيئا على غير المدخن القريب من المدخن؛ حيث تزيد لديه مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
كيف يسبب التدخين أمراض القلب؟
يعمل النيكوتين الموجود في دخان السجائر على:
– تقليل كمية الأكسجين التي يحصل عليها القلب، وذلك باستبدال الأكسجين بأول أكسيد الكربون في الدم، مما يؤدي إلى زيادة جهد القلب يصاحبه زيادة بضغط الدم والنبضات كمحاولة لتزويد الجسم بكمية كافية من الأكسجين.
– يؤذي الأوعية الدموية من الداخل ومنها أوعية القلب ويزيد من احتمالية تخثر الدم وحدوث التجلطات والتي تؤدي إلى النوبات القلبية والجلطات، بالإضافة إلى تصلب الشرايين المحيطة بالأرجل.
وتجدر الإشارة إلى أنه لا توجد كمية تدخين آمنة يمكن القول إنها لا تسبب أمراض القلب، وكلما زادت كمية التدخين تزداد إحتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وتقل بشكل كبير فرصة حدوث أمراض القلب والأوعية الدموية بعد ترك التدخين، كما يقل ضغط الدم ونبضات القلب.
التمارين الرياضية
ممارسة التمارين الرياضية من الأمور المهمة للحفاظ على القلب والأوعية الدموية بصحة جيدة، فهي تساعد على الحفاظ على ضغط الدم والكولسترول ضمن المعدلات الطبيعية والحماية من الإصابة بمرض السكري، وتعد هذه الأمور من العوامل التي لها تأثير مباشر على صحة القلب والأوعية الدموية. وبالتالي فإن ممارسة الأنشطة الرياضية المتوسطة مثل المشي لمدة 20-30 دقيقة من 3-4 مرات أسبوعيا كاف للحد من أمراض القلب والأوعية الدموية؛ حيث أظهرت الدراسات أن تأثير المشي في التقليل من خطر ارتفاع ضغط الدم والكولسترول والإصابة بالسكري مشابه تماماً للأثر الناتج عن ممارسة الركض، وأما في حال زيادة مدة التمارين، فذلك يساعد في الحصول على فوائد صحية أكبر.
تناول أغذية صحية
الاهتمام بتناول غذاء صحي له أثر مهم في الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية من الأمراض التي تحدث بسبب زيادة ضغط الدم وارتفاع الكولسترول، فالنظام الغذائي الصحي يجب أن يكون غنياً بالخضار والفواكه، ويحوي كميات قليلة من الأملاح والسكريات، والقليل من اللحوم الحمراء والألبان كاملة الدسم، والقليل من الوجبات السريعة والشيبس والمقالي والمشروبات الغازية.
ومن الأغذية التي ينصح بتناولها للحفاظ على القلب والأوعية الدموية:
– الأسماك: لاحتوائها على الأوميجا 3 التي تعد مضادة للالتهاب والتليف والتخثر، وبالتالي تمنع حدوث الجلطات، وينصح بتناولها مرتين أسبوعياً على الأقل.
– المكسرات: ومنها الجوز واللوز والفستق والكاجو والتي تقلل من الكولسترول الضار وتزيد من الكولسترول الجيد، وهي أيضا مصدر للأوميجا 3.
– الفراولة والتوت: واللذان يحتويان على مواد مضادة للأكسدة وتمنح الألياف وفيتامين “سي”.
– منتجات الألبان خالية أو قليلة الدسم: غنية بالبوتاسيوم، الذي يقلل من ضغط الدم، ويمكن الحصول عليها أيضا من الموز والبرتقال والبطاطا.
– البقوليات كالحمص والعدس: التي تحوي أليافا ذائبة تقلل من الكولسترول الضار.
– الشوكولاته الداكنة: تقلل من ضغط الدم وتمنع تجلطات الدم وتعمل كمضاد للأكسدة، كما تمنع الكولسترول الضار من الالتصاق بجدران الأوعية الدموية.
– الأفوكادو: يقلل من الكولسترول الضار ويمنع الالتهابات المزمنة التي تؤدي الى تصلب الشرايين، وبالتالي حدوث الجلطات.
– العنب الأحمر: الذي يعمل على منع التصاق الصفائح الدموية مع بعضها.
الحفاظ على وزن صحي
الزيادة بالوزن تزيد من الإصابة بأمراض الضغط والسكري وتصلب الشرايين، وبالتالي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وزيادة الوزن وخاصة في منطقة البطن (الكرش) لها أثر سيئ، فالدهون في هذه المنطقة تعمل على زيادة ضغط الدم وزيادة مستويات الدهون في الدم، وتتداخل مع القدرة على استخدام الإنسولين بشكل فعّال، مما يزيد احتمالية الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وهو من عوامل الخطر التي تؤدي إلى أمراض القلب والأوعية الدموية. كلما كانت الزيادة أكبر تزداد فرصة الإصابة بمرض السكري والضغط، وبالتالي أمراض القلب والأوعية الدموية.
النوم بشكل كاف
تشير الدراسات إلى ضرورة الحصول على نوم كاف، والذي يقدر للإنسان البالغ من 7-9 ساعات ليلا، فالنوم الجيد لفترة كافية يعمل على:
– التقليل من الجهد على القلب، وبالتالي يقلل من ضغط الدم ومن نبضات القلب.
– التباين الطبيعي في نبضات القلب، فتقل ليلا وتزداد نهارا.
– قلة النوم تعمل على زيادة مقاومة الإنسولين، وبالتالي الإصابة بالسكري وحدوث أمراض القلب.
التوتر والإجهاد
يساعد التوتر والإحباط والانعزال الاجتماعي على ممارسة سلوكيات سيئة مثل التدخين أو تناول الأكل غير الصحي، مما يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب، وأظهرت الدراسات أن التوتر يقلل من تدفق الدم إلى القلب، مما يؤدي إلى تكون ضربات غير منتظمة في القلب وحدوث تخثر في الدم وبالتالي حدوث الجلطات. ومع الوقت تؤذي الأوعية الدموية من الداخل وتؤدي إلى تصلب الشرايين.
إجراء الفحوصات الدورية
من الضروري القيام بفحوصات دورية للتأكد من ضغط الدم ومستويات الكولسترول والسكر، فهي تعد من الفحوصات الرئيسة التي تساعد على تحديد احتياجك لتدخل الطبيب للحفاظ عليها ضمن معدلات طبيعية للحماية من أمراض القلب والأوعية الدموية.
وفي النهاية، تجدر الإشارة إلى أن 31 % من الوفيات في العالم في العام 2012 كان بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية حسب منظمة الصحة العالمية، وتحدث أكثر من ثلاثة أرباع الوفيات في الدول المنخفضة ومتوسطة الدخل، إلا أن أغلبية أمراض القلب يمكن الوقاية منها من خلال اتباع النظام الصحي والابتعاد عن عوامل الخطر المذكورة المسببة لأمراض القلب والأوعية الدموية.

الغد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى