أمراض أردنية.. والعلاج البديل
قاسم الزعبي
ما زال الاردن مريضا بمرض تصلب الكراسي وهشاشة المواقف وضغط الوساطات وسرطانات المقاولات..
الاردن التي تربعت على عرش مكافحة كورونا تعجز عن الامساك بتاجر دجاج الذي تسمم بسببه اهل عين الباشا والبقعة… الامر الذي دعا سعد جابر ان يوعز الاسباب للمايونيز ويمنع النشر بالقضية خوفا من ان تمس حوتا اردنيا مدعوما…
الاردن التي تشارك في كل المنظمات التي تدعو للحريات والديموقراطية تعتقل معلميها اليوم وتسير خلف عنجهية وزير داخلية الذي لايعرف السرور مكانا لقلبه…
الأردن التي علمت كل العلم أن جارتها الشمالية فتكت بها الحرب بسبب أطفال رسموا احلامهم على الجدران. في حين تقوم اليوم باعتقال الرجال والنساء المثقفين…
الاردن التي طالمنا تمنى كل اردني أن يكون اردنيا لو لم يكن… اليوم يتمنى ابناؤها الهجرة حتى لو كانت هجرتهم لغرب النهر…
الاردن التي خرج علينا وزير ماليتها ليقول ان ٥٦ مصابا بالكورونا هم الاساس والباقي تفاصيل… اليوم الخصومات والاقتطاعات هي الاساس والمواطن تفاصيل…
اليوم صحافتنا كانت تمارس فن الصم والبكم بامتياز… فغضت طرف اقلامها وكميراتها عن مظاهرات اربد وذيبان والكرك…
اليوم اعلن الأردنيون انه لا مكان لقوانين الدفاع بحضرة غياب الكرامة… فكيف لتلميذ يضرب معلمه؟ وكيف لصحفي أبله يمارس دور الناصح لمعلمه(وين كنتو)… وكيف لنائب عهدناه مفتيا وناصحا أن يسكت عن قول الحق… وهو بالمناسبة معلم جامعي…
أرجوكم ياعقلاء البلد… ياكبراء القوم..يا سادة القبائل.. والله لقد بلغ السيل الزبى… وكرهنا انفسنا من غطرسة وزير الداخلية الذي جربناه سابقا وفشل…ثم عاد وفشل… والله لقد مللنا تظاهر الرزاز بالهدوء وملكه للولاية المفقودة من يده أصلا…
اليوم أصبح الاردني مشروع معتقل.. مشروع مجرم الكتروني….مشروع موقوف اداري
المظاهرات ليست مطلبنا ولا محط اهتمامنا… لاننا نخشى من مندس… ومن شرطي متهور…
ارجوكم اعيدوا النقابة لأصحابها… وارفعوا مكانة المعلم واعيدوا اقتطاعات الموظفين… واجعلوا للفرح مكانا في قلوبنا…
سؤالي.. هل ادركت الحكومة خطورة الموقف؟ هل ادركت ان المواطنين اليوم حين خرجوا بالآلاف ضربوا قوانين الدفاع والتجمهر عرض الحائط…؟
ارجوكم أيها المسؤولون مرة أخرى… أعيدوا ترتيب صفوفكم… وأجمِعوا أمركم… ورتبوا أوراقكم… وازيلوا الغمة عن وجوهكم… وانظروا في عيون شبابكم… فكروا في أحلامهم.. فهي والله لا تتعدى وظيفة.. او سيارة كيا.. او بيت يستر نفسه به…
