أما نحن فلا بواكي لنا !!! / خولة المغربي

أما نحن فلا بواكي لنا !!!
لو أن ….
لو أن حلب في باريس، وغزة في بلجيكا، وبغداد في واشنطن، واليمين في موسكو، ماذا كان سيحدث؟!!!!
لو أن القصف والقتل والدمار والمجازر والمذابح، والتشريد والموت جوعاً والمرض والنقص في الأدوية والمعدّات، والتفجير والعمليات الانتحارية كلها في أي بلد من تلك البلاد، ماذا كان سيحدث؟!!!
لو أن طفلة شقراء ذات عينين زرقاوتين صرخت: ما ذنبنا نحن؟ أو أن طفلاً وسيماً قال: سأخبر الله عمّا فعلتم!! وآخر قال: دمنا لن يذهب هدراً، أو فناناً أجنبياً صرّح في لقاء صحفي: يكفي قتلاً ودماءً. ماذا كان سيحدث؟!!!
لو أن الفيديوهات الدامية التي تقشعّر لها الأبدان ويشيب لها شعر الولدان، كان مصدرها العالم الجديد، وأشلاء أبناء وحفدة العم سام أو القيصر ، تكاد تقفز من الصور الصامتة الصارخة، والدم الأشقر يسير في الشوارع أنهاراً من ظلم وتخويف ورعب، ماذا كان سيحدث؟!!
لو استيقظت واشنطن على دويّ تفجير لئيم حصد العشرات وشوّه وأعاق ويتّم أكثر من ذلك بكثير، أو باريس أو موسكو أو لندن أو برلين …، ماذا كان سيحدث؟!!
كانت الدنيا قامت لم ولن تقعد، حتى تأتي برأس كليب، وغصّت شوارع العواصم العالمية بالمتظاهرين والمستنكرين والمتعاطفين، وتم تجنيد الأقلام والمؤسسات البحثية والدراسات الاستراتيجية، لبحث الأسباب والنتائج وسُبل الحل والدفاع الحربي والعسكري الفوري، فضلاً عن اجتماع مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، وجمعيات حقوق الإنسان والطفل والمرأة والمهاجرين والمثليين والمتسولين …. ، جنباً إلى جنب عقد الكونغرس والكرملين والاتحاد الأوروبي، لجلسة طارئة وملحّة وعلى عجَل.
ناهيك عن إعلان حالة الطواريء القصوى، درجة 700 على مقياس بربر وعواصم القرار، التي تردّ الصاع صاعين وأكثر، ولا تقبل بأقلّ من فرض الأمن والرفاهية والسلام ببسطار فولاذيّ، واستقالة المسؤولين كلهم عن الثغرات الأمنية، التي قادت إلى كل تلك التداعيات، بل اعتقالهم ومحاسبتهم بالحديد والنار، للتقصير والإهمال حتى لو كانا غير مقصودين، وتسيير الجحافل من مشرق الأرض ومغربها، فتسدّ عين الشمس، للثأر والانتقام.
أما أن يحدث كل هذا الجحيم في حلب وغزة وبغداد واليمن، ويعلم الله من سينضم إلى القائمة من دولنا المغضوب عليها، والتي تحترق في تطاحنات لا ناقة لنا فيها ولا جمل، فمرور الكِرام ولا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر!!! فنحن لا بواكي لنا…..
أغارُ على حلب
من فم المستنكرِ
أغار عليها من قُبَلً
على خدّ طفلٍ ميتَم
أغار عليها من أبيها وأمها
إذا حدّثاها بكلام العزاء المنتحبِ
وأحسد القنابل إذا لامست تاريخها
وأصرخ:
أصابكِ عشق الغزاة أم رُميتِ بجهنمِ؟!!…..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى