أمام معالي الوزير

أمام معالي الوزير
د. رمزي فتحي هارون

كنت حاضرًا في أحد المؤتمرات العلمية التربوية، وكانت كلمة الافتتاح لنائب رئيس وزراء ووزير خارجية أردني أسبق. فور انتهاء كلمته، فُتح باب النقاش وطرح الأسئلة. جاء دوري، وأثرت القضية الآتية:

معالي الوزير. عندي بنتان، ربي يحفظ أولادك. أستقبل وزوجتي يوميًا طلبات من مختلف الجهات بضرورة أن ننجب لهما أخ. يحاول الجميع إقناعنا أنهما بحاجة أخ ليكون عزوتهما وسندهما في الحياة. سيدي، نحب أنا وزوجتي أن يكون عندنا ولد، لكننا لا نرغب الإنجاب للسبب الذي يقدمه لنا الناس. زوجتي وأنا نؤمن أن البنت مثل الولد، وأن البنت تستطيع أن تكون سند نفسها إن أحسنّا تربيتها وتحضيرها لمواجهة الحياة. ثم، ألسنا في دولة يتساوى فيها الأردنيّون، رجالًا ونساءً، والدولة عزوة وسند للجميع؟ معالي الوزير؛ أحب سماع رأيك. هل فعلًا الدولة سند وعزوة للجميع؟ هل أطمئن على بناتي، واستمر في اعتقادي أنهما ستكونان بخير سواء كان لهما أخ ولد أم لم يكن؟

قدم لي معاليه إجابة دعم فيها قناعتي وزوجتي بأن الدولة هي العزوة والسند. أذكر جيدًا أنه أطال في الإجابة وفي الحديث عن دولة القانون.

مقالات ذات صلة

بعد ثلاث سنوات من هذه الحادثة، أنعم الله علينا بمريم، ابنتنا الثالثة، وتحقق حلم كنت تمنيته قبل زواجي بأن يرزقني ربي ثلاث بنات. هنّ عندي الدنيا، وأغلى ما فيها.

بالأمس، تذكرت حواري مع معاليه وأنا أتابع تفاصيل حادثة الاعتداء المقلق على سيدة وابنتها في شارع الجاردنز والذي وقع في عمان قبل يومين. الاعتداء طال أيضًا شابين حاولا الدفاع عن السيدة وابنتها. ثم استرجعت حوادث بلطجة قريبة كان ضحاياها أولاد شباب.

عليّ الاعتراف بأن قناعتي قد اهتزت، وبأنني قلق جدًا على بناتي.

مطلوب عاجلًا مراجعة شاملة لدراسة ما يجري، وفهمه، وصولًا لتصحيحه. إلى حين يتحقق ذلك، يجب فورًا تشديد الإجراءات لنعود وننعم من جديد بالأمن والأمان. الآن وقبل فوات الأوان.

حمى الله الجميع

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى