ألوانك يا زمن ألوانك
#يوسف_غيشان
#شلونك؟
كلمة مكونة من مقطعين (إيش لونك؟) وتعني (ما هو لونك؟) وهي كلمة متداولة يتبادلها الناس، حتى ساعة إعداد هذا البيان، وهي في الأصل تعود إلى القرن السابع عشر الميلادي – على ذمة الفيس بوك-حيث أصاب الطاعون #بغداد وما حولها، وابتدأت مجزرة الأرواح، على عادة الطاعون أينما حل.
يبدو أن ذلك #الطاعون كان يمر داخل جسد المواطن، بثلاث مراحل، حيث تلون الجسد المصاب، حسب تاريخ اكتشاف المرض، ودرجة المقاومة، حيث يتحول الجسد إلى اللون الأحمر أو الأصفر او الأزرق.
كان الجسد المتحول إلى الأحمر أو إلى الأصفر يمكن أن يشفى من المرض وأن يتجاوب مع العلاج. أما اذا تحول جسد المصاب الى اللون الأزرق، فإن نهايته المحتومة هى الموت من الطاعون.
كان المسعفون، ولكثرة المصابين يسألون القادم إلى مخيمات الحجر الصحي عن لون جسده من الداخل ويقولون له:
- شلونك؟؟؟
فإذا افاد إلى أن لونه أصفر او أحمر شرعوا في محاولة علاجه، اما إذا افاد بأن لونه ازرق، عرفوا نهايته، ونقلوه إلى مكان المحتضرين.
وقد انتقلت هذه الكلمة إلى شفاه الناس وصاروا يسألون بعضهم عن ألوانهم، وبعدها يدعون لهم بالشفاء أو…بالرحمة
- شلونك أخي المواطن الباحث عن لقمة العيش في غابة الذئاب الجائعة دوما للدم والنهش؟
- شلونك أخي العربي الباحث عن العدالة الاجتماعية في بلد تحكمه الجاهات والعطوات؟
- شلونك أخي الخريج الباحث عن العمل ، المنتظر دورك، بكل وقار وسؤدد،منذ عقود على قوائم ديوان الخدمة المدنية ؟.
- شلونك أخي التائه، يا من أخرجوك من بيتك، ورموك في قرية نائية لمجرد أن قريب لك-لا تعرفه، قتل قريب لهم لا تعرفه.
- شلونك أخي #المريض الذي لم تجد #ثمن_الدواء؟
- شلونك أخي #الجائع الذي لم تجد #ثمن_الغذاء؟
- شلونك عيني شلونك
