ألف هنية وهنية كورونا في العمارية !!!

ألف هنية وهنية كورونا في العمارية !!!
الحسين قيسامي

تضاء زاوية كورونا وحدها ويبقى سائر الركح مظلما. كورونا جالسة في زاويتها على كرسيها وأمامها طاولة صغيرة عليها كمامات واقنعة. بصوت ساخر تقول:
“أنا جائحة أتيت على الأخضر واليابس…
ألف هنية وهنية يا لالة العروسة
شتكوم غبرتو ياكما تزوجتو؟ ”
بسب كوفيد تسعطاش العروس لن تذهب أبدا فى زفافها إلى الحمام المجهز خصيصًا لها وصديقاتها من الفتيات، اللاتي يدخلن “الحمام” حاملات الشموع المضاءة. المصممة (النكافة) التى تشرف على اختيار ملابس العروس يوم حفل الزفاف اصبحت عاطلة عن العمل. لم يبق سوى رواج زواج الاشباح. في السوق السوداء الكل يبحث عن جثة امرأة لتزويجها إلى العازب الميت، فيما يعرف بطقس “زواج الأشباح”.
وأدى ارتفاع أسعار جثث النساء في الدوار إلى توجه سارقي القبور إلى سرقة جثثهن من المقابر، وكذلك لتلبية الطلب المتزايد على “زواج الأشباح”، وهو طقس يقوم على أساس تزويج العازب الميت بعروس ميتة ليدفنا معا.
تعتبر الأسر في الدوار أن الحظ السيء سيرافق الرجل العازب الميت في حياة ما بعد الموت دون وجود امرأة ترافقه، ويعتقدون أن هذه إحدى الوسائل لمنع روحه من البقاء معذبة.
ورغم أن زواج الأشباح محظور في البلاد، إلا أن هذه الظاهرة والممارسة عادت بقوة مع انتشار وباء كوفيد تسعطاش.
وفي حال تعذر العثور على جثة امرأة، فإن العائلة تلجأ إلى دفن العازب الميت مع تمثال فضي “لزوجة مفترضة” أو حتى قالب طيني لامرأة. وفي السلم الاجتماعي، ينظر إلى العازب الميت باعتباره صنع شجرة عائلة “ناقصة”.
في “مدينة الأشباح”، لا يسير في الشوارع سوى العاملين في أجهزة الطوارئ ومارة يغادرون منازلهم أحيانا ويخاطرون بحياتهم.
سكان الدوار باتوا يشعرون بالملل جراء البقاء خلف أسوار المنازل طوال هذه الفترة… ألقت الظروف الاستثنائية التي يمر بها الدوار بظلالها على مختلف جوانب الحياة اليومية. فلم تسلم من تأثيراته لا أعراس ولا أتراح…مع اقتراب موسم زفاف الاشباح، قد يتسبب تفشي فيروس كورونا في جعل العرائس في حالة من الذعر، فربما لا تتمكن بعضهن من الحصول على ثوب الزفاف الذي يتمنينه ليومهن الكبير. وتعد بلاد الخفافيش هي المورد الرئيسي لفساتين الزفاف، حيث يتم إنتاج ما يصل إلى 80٪ من العباءات ذات الطراز الغربي في العالم هناك، وفقًا لجمعية صناعة العرائس والحفلات الموسيقية. وظلت العديد من المصانع في بلاد كوفيد تسعطاس مُغلقة، حيث تحاول البلاد الحد من انتشار فيروس كورونا.
وسط الإجراءات الصارمة للحد من انتشار فيروس كورونا، يستمر سكان الدوار بتجاهل تعليمات الوقاية، إذ تنظم أعراسا يظهر فيها بعض المعازيم وهم يرتدون الكمامات…أعراس بمشاريع مقابر جماعية…على نغمات:
هاد الليل لازم يطوال يفرح فيه جار وجارة
وأنت يا عويشة غني، ردو وجاوبو يا البنات
ها عريسنا اليوم محني وعروستو علينا ضوات
ألف هنية وهنية كورونا في العمارية
والتمر في الطباق هديا، والحناني الكورونية
آسيادي مصابح ضوات،ها لالة كورونا برزات
صايلة بالهمة والنخوة الكوفيدية « …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى