#ألعاب #الرياضة ليست #معارك_الوطن
اسمها ألعاب، والأصل أن لها ميدانا لا تغادره، وأنها للتنافس في المهارات والقوة البدنية،
غير أن هناك من يستثمر اللعبة ليلعب بالشعوب والبلدان فيقسمها أو يضربها ببعض …
الحالة ليست محصورة بالعالم العربي وحده، كرة القدم كانت ميدان تصفية حساب بين الأرجنتين وإنجلترا بعد حرب الفوكلاند، وسبب اندلاع حرب بين السلفادور وهندوراس، لكني معني بتناول الأمر في ميادينه العربية، فهي ما يعنينا.
قلما تجد بلدا عربيا لم تُصنع الخصومة داخله بين أبنائه أو بينه وبين بلد عربي آخر من خلال لعبة كرة القدم أو لعبة غيرها …
ما يجري ليس صناعة للتفاهة وافتعال الصراع فقط، ما يجري هو قيادة التفاهة وهيمنتها وفرض ثقافة الصراع على المشهد العام، والأمر نشأ مع نشأة التقسيم السياسي للدول العربية…
مباريات تسبقها حروب إعلامية، وأغان ثورية، وجموع تزحف بانفعال لميادين اللعب، وهتافات حماسية، ودق لطبول الحرب، حتى مصطلحات بعض المعلقين مقتبسة من ميادين الحروب، ووصل الأمر في أحيان عدة إلى تأثر العلاقات السياسية قبل وبعد هذه المباريات.
لاحظ عدد الساعات التي تستهلكها وسائل الإعلام للنقاش حول لعبة واحدة، وعدد الضيوف، وقارن ذلك بالمساحة الزمنية لأي قضية وطنية سياسية أو اقتصادية، لاحظ ربط المصائر الوطنية وتحريك المشاعر الشعبية بأقدام اللاعبين، تابع حالات الإغماء والكآبة وانهيار الأعصاب بين الجماهير خلال وبعد اللعبة.
شاهد كيف يتم صرف الشعوب عن قضاياها والمخاطر التي تهددها، دقق كيف يجري تحويل الشقيق والصديق إلى عدو، وانتبه كيف يُزرع الشقاق داخلنا …
يجب أن تعود دائرة التنافس الرياضي إلى حجمها الحقيقي محصورة داخل ميادين التنافس لا خارجها، وبعيدا عن تحويل الأوطان ميادين لمعارك وهمية …