أكلوا خبزنا / باجس القبيلات

أكلوا خبزنا

أكلوا خبزنا ونهبوا رزقنا ونشروا الفقر والعرى في كل مكان .
 نحن نفهم ذلك ولا مجال للشكوى من أحد.
ونحن طبعا لم نكن قادرين على فعل شيء.. لكن أملا غامضا ما زال يساورنا ليل نهار في تلافي تلك المعضلات وزوال هؤلاء المرضى الذين دفعهم الطمع وأكلهم الجشع.
وهذه السطور الموجعة آنفت الذكر كتبتها بعد خيبة أمل عارمة تكبدها الشعب في الأعوام الماضية.. وعلى أثر هذه المعاناة جيء بالدكتور (عمر الرزاز) وقد تأملنا خيرا في الرئيس.. مع أن عقلية السلطة ورجال السلطة لم تتبدل منذ سنوات عديدة.. هكذا تقول الوقائع السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ولكنهم هم من أوهمونا وعشمونا في الرجل وقالوا : لقد نهض بوزارة التربية والتعليم.. وقالوا : إنه صادق وأمين.. وعلى قدر عال من الثقافة والعلم.. ودمث الخلق.. وصاحب شخصية قيادية.. ويستطيع أن يخرجنا من الظلمات إلى النور.. وقادر – بمشيئة الله – أن يقضي على البطالة وارتفاع الأسعار والفقر والفساد الذي ما زال يكتنف البلاد.
بينما قال (الرزاز): أمهلوني مئة يوم وستلحظون الفرق الذي سأحدثه في حياتكم.. عندها سينتابكم الفرح والسرور وستحلفون بحياتي كما كنتم تحلفون بحياة (وصفي التل) من قبل.. ولكن مرت الأيام والحال كما هو عليه في الحكومات السابقة .
 صحيح أن (الرزاز) حاول قدر المستطاع أن يخرج الشعب من الظروف الحياتية الصعبة ومعاملة السفلة بشدة وحزم وبدون رحمة.. لكن على أرض الواقع لم يلمس الناس شيء يشير إلى تحسن الأحوال تحسنا كبيرا في المستقبل القريب.
ولا أريد أن أظلم الرجل؛ لأنه خلال المئة يوم جسد  مواقف عديدة إيجابية.. ولكن للأسف هذه المواقف كانت عبارة عن مواقف عابرة وشخصية.. لا تؤخر ولا تقدم في حياة الشعب الأردني .
بالمحصلة.. صديقنا الرئيس في الأسبوع الماضي أجرى تعديلا وزاريا.. ولا نعرف أهو من أجل تقنيين المصاريف والرواتب أو بسبب الأداء السلبي لأولئك الوزراء.
عموما وبجميع الأحوال.. البلد ما زال ضائعا والشعب أصبح نهبا لعواصف ثائرة من التفكير الذي لا يكاد يهدأ.. وقد استهلك الصبر والصمت في الآونة الأخيرة.. ولم  يجد أمامه من قنوات التعبير عن نفسه سوى الخروج إلى الشوارع من أجل الاحتجاج الذي ينبئ بالخطورة على البلاد .
وانا بدوري كنت أظن.. وما زلت أظن.. وسأظل أظن أن هذه السلطة تائهة ولا تعرف ماذا تفعل.. أو أن حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها فوق طاقتها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى