” اعادة تدوير” / د. محمد شواقفة

” اعادة تدوير”

احتار يفرز اكياس النفايات …. فقد بات الموضوع فعلا يشكل تحديا …. فهناك حاوية للبلاستيك و اخرى للاوراق و الكرتون و اوراق الشجر و اخرى للزجاج و اخرى للمعادن و خصوصا علب المشروبات الغازية …. لم يعد التخلص من النفايات بالموضوع السهل ….. ولكنه يحاول اقناع نفسه انه يفعل الشئ الصواب و انه لربما يساهم مع العالم بتخفيف التلوث الكوني و لربما انه ينقذ ما تبقى من ثقب الاوزون الذي تتسع رقعته …. و لكنه في حقيقة الامر يفعل ذلك لان هناك تعليمات من ادارة السكن و شروط قاسية قد تكلفه غرامة مالية و لربما مخالفة قد تؤرقه و تقض مضجعه …. لذلك فهو مكره اخاك لا بطل …. لكن مع مرور الوقت …. فقد اعتاد و بطريقة اوتوماتيكية …. على عملية اعادة التدوير او المساهمة بها …. و هذا يجعله في مصاف تلك النخبة التي لديها وعي بيئي ….. و بات يبتخر بين اقرانه بان حياته اصبحت خضراء ….
هذا يعني … انه يؤمن باعادة التدوير … بل ينادي به……
لم اعرف ان حكوماتنا فيها من النباهة و بعد النظر ما غاب عن معظم الدهماء و عامة الناس و انها و عبر الاجيال و حتى قبل اكتشاف ان الاوزون تعرض للثقب …كانت تؤمن بالتدوير و اعادة التدوير …. فهي لا تستهلك اي مسؤول في اي موقع ما مهما طالت مدته الا و تجد له موقعا آخر ….. يتناسب مع مصطلحات الطاقة المتجددة ….. فالمسؤول الاردني لا يفنى و لا تنضب موارده … و دائما له استخدامات عديدة و لا تحده حالة عمرية او عقلية او صحية
و هذه فعلا ميزة لا اعرف ان كان يحسدنا عليها احد …. وهي اننا نتبع نظرية النشوء و التطور ” نظرية داروين””
فالمسؤول قد يتطور من وزير لامع في التخطيط الى وزير للعمل و لربما قد يمضي فترة نقاهة لعدة سنوات كسفير قبل ان يعود مرة اخرى كوزير للتربية او الداخلية و لربما رئيسا للوزراء …. فرغم ان نظرية التطور و التحول من نوع لآخر لم يستطع العلم اثباتها الا اننا في الاردن اثبتنا بالدليل القاطع ان اعادة تدوير المسؤولين و تحولهم التلقائي من وزير لسفير لرئيس جامعة لمدير مركز لنائب و لربما عين امر ليس مستحيلا …. بل و لربما يمكن استنساخه و تكرار التجربة مثل تجربة النعجة دوللي ….
فاعادة التدوير قد يتم انتقالها وراثيا فلا تنتهي الطاقة و انما تنتقل من الوالد للابن و لربما البنت او احد الاقرباء ….
و هذا فعلا يتماشى مع روح شعار “نحو اردن اخضر”
و لكن بزيادة ان المسؤولين فيه من النوع دائم الخضرة ….
فهؤلاء المسؤولين فعلا ثروة وطنية لا يجب التفريط بهم و لربما ان عمليات فرزهم و اعادة تدويرهم قد تحافظ على عدم اتساع ثقب الميزانية او على الاقل فان طاقتهم تكون مستدامه او لربما متجددة و لا تستهلك مزيدا من الموارد …. و لربما يجب ان يتم توثيق صورهم و ابتساماتهم التي تتحدث ان انجازاتهم في متحف التاريخ الطبيعي …. او تخليدهم بمغناة يحفظها ابناؤنا عن ظهر قلب بدون تردد او تفكير ….
بل و ارى ان عدم تدويرهم مثل النفايات قد يشكل خطورة على الامن الوطني …..

“دبوس على اعادة التدوير”
دبوس لا يفنى ….

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى