هذا ما حدث ليلة العرس / د . حسام عودات

هذا ما حدث ليلة العرس
سكن قروي وأسرته قبل اربعين عاما في الزرقاء بحكم عمله في المصفاة ، وفي أحد الأسابيع حضروا للقرية منذ الخميس ، فهناك عرس لإبن أخيه ، وهناك ذبائح في المساء ، ومناسف على الغداء بعد صلاة الجمعة .
اجتمع الأهل والخلان ، وكم كانت فرحة الصغار بالعودة لطقوس الحياة في القرية .
وبعد سهرة العرس التي حتى القمر فيها قد رقص ، ذهب الصغار للنوم ، وأكمل الكبار عملهم في تجهيز الذبائح .
نام أخو العريس وعمره سبعة أعوام مع اثتين من أبناء عمه ضيوف الزرقاء ، وكان أحدهم أصغر منه بعامين والآخر بعام .
وما هي الا ساعات حتى استيقظ أخو العريس وقد بلل الفراش ، فعلم أن عقوبته في الصباح ستكون مضاعفة ، فليس الوقت مناسبا لغسل الفراش من بول المساء في صباح يوم العرس والزفاف .
ففكر أن يضع أحد أبناء عمه في فراشه ، ليبعد التهمة عن نفسه ، فهو ضيف ، وسيعفى من العقاب ، ولكن رجاءه قد خاب ، فقد وجد فراش ابن عمه مبلولا ، فذهب للآخر ليجده كذلك .
في اليوم التالي كانت صيحات الصغار من هول العقاب قد علت فوق صوت الزغاريت .أمّا عند النسوة ، فقد كانت ورشة اصلاح ما افسده الصغار ، تسبق الطقوس في تجهيز الولائم .
كم هو حالنا شبيه بما حصل ، فالوضع الداخلي مبلول ، وكذلك هو الاقليمي والدولي .

لكن الفرق هو أن بيلة الفراش قد لحق بها ولائم ، اما عندنا فهو سلس متبوع بالماجي والهزائم .
يبدو أن مياه البحار قد لا تكفي لغسل ما أصابنا من درن في حاضر عصرنا المرير .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى