أقتلوا عزمي بشارة أو اطرحوه أرضا / حسان التميمي

أقتلوا عزمي بشارة أو اطرحوه أرضا
كتب حسان التميمي

شاهدت كغيري الحملات على طوال السنين الماضية ضد المفكر العروبي الدكتور عزمي بشارة، بداية من الحملة التحريضة العنصرية من داخل إسرائيل والتي اضطرته إلى الخروج مرغما من فلسطين بسبب اتخاذه مواقف عروبية فلسطينية محاربة للأسرلة ومحاولات تذويب الهوية الفلسطينية لعرب الداخل.
وأيضا شاهدنا الحملة المنظمة ضد المفكر العروبي بشارة من الذباب الالكتروني والالة الإعلامية لبعض الدول “العربية”، وقد بلغت هذه الحملة مستويات غير مسبوقة من الانحطاط والبذاءة لأنها لم تكن قادرة على تقديم منتج فكري شبيه بالذي يقدمه بشارة وبالأحرى كانت عاجزة تماما عن اتخاذ مواقف أخلاقية مبدئية فلجئت للبذاءة ظنا من هذه الدول انها ستسكت وتفشل دور المثقف العربي.
لم تنتهي الحملات هنا، بل جاءت هذه المرة من فئة يفترض انها في الصف المدافع عن الحريات والحقوق ومقارعة الظلم والفساد والجهل. الحقيقة ان الحملة الأخيرة ضد بشارة تثير تساؤلات على عدة مستويات. أبرز هذه التساؤلات لماذا هذا التوقيت من الحملات ولماذا هناك جهد واضح لتكبير الأخطاء واللجوء الى التلفيق والكذب والشعبويات الرخيصة لمحاربة ما يقوم به بشارة من جهود إعلامية وفكرية من خلال مؤسساته من اجل ان يدافع عن حقوق الانسان العربي. ولو فرضنا ان هناك أخطاء في هذه المشاريع الإعلامية هل يعني ذلك ان توصم هذه المشاريع وصاحبها بانها تدميرية تهدف لعلمنة المجتمعات وغيرها من الاتهامات التي تشابه تلك الذي يسوقها الاعلام الرخيص.
تختلف مع الدكتور بشارة او تتفق معه إلا انه لا احد يستطيع ان ينكر الدور الفكري والسياسي والانساني الثقافي المقاوم والتاريخ النضالي لدى بشارة، والحل ينسحب على مؤسساته التي يعمل بها الالاف والتي ساهمت بتقديم خطاب ديموقراطي معتدل متنور بعيدا عن التشدد او الشعبوية وبذات الوقت مع حرية الشعوب وحقها في التنوع واختلاف الرأي من دون تشدد مبالغ به او تفريط وغياب الهوية.
ما زلت أذكر أننا تتلمذنا على كتب الدكتور وانه أبرز مفكر قام بتفكيك الكيان الصهيوني وشرح بنيته الداخلية وبناء رؤية متماسكة لمشروع فلسطيني وعربي يقوم على حفظ الحقوق ومقاومة الاحتلال بشتى الطرق وهو ما دفع ثمنه بشارة نفسه إذ حورب ونفي خارج أرضه بعيدا عن شعبه.
ما يقلقني في طريقة شيطنة الدكتور بشارة ان الاستبداد يعشش على الجانبين، جانب النظام والسلطة، وأيضا على جانب فئات من الشعوب المسحوقة أو على الأقل من يدعون تمثيلها، وانا متأكد وشبه متيقن ان كثير من ناقدي بشارة الشعوبيين لم يقرأوا كتابا واحدا للرجل ولا يعرفون مقدار وقيمة اسهاماته الفكرية والسياسية الممتدة عبر تاريخه، والاهم لا يعرفون ثقافة الخلاف والتوع ويريدون فرض نموذج احادي على الجميع أن يكون تابعا له والا فانت خائن عميل للصهوينة!!

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى