أفلا أخاف على أطفالي؟! / نداء أبو الرُّب

أفلا أخاف على أطفالي ؟!

لا أستطيع التحكم بنوبات الخوف والهلع التي تجتاحني طوال فترة غياب أطفالي الأبرياء في المدرسة، لم اعتد على غيابهم بعد، وأبقى بمفردي أفكر بكل ما قد يمر بهم في يومهم الدراسي، هل أحسن الكل معاملتهم؟ هل أساء إليهم أحد؟ هل نظر إليهم أحدهم نظرات سوداء؟ أم هل تعرضوا للأذى ويصمتون خوفاً من الجاني؟؟ بمجرد عودتهم الميمونة إلى البيت، أبدأ باستجوابهم، أمنحهم مشاعر الأمان والسلام حتى يعتادوا على إعلامي بكل ما حصل معهم، كيف لا أخاف عليهم وجرائم التحرش بالأطفال في ازدياد، كيف لا أخاف عليهم ونحن نعيش في زمن لا نستطيع فيه تخمين شخصيات الأفراد والدخول إلى عوالم نفسياتهم المخفية، إذا كانت أم طفل بريء في شمال سيناء ودعت طفلها يوم الجمعة وهو ذاهب إلى صلاة الظهر مع والده إلى المسجد وهي تقص عليه بركة صلاة الجمعة وفضل صلاة الجماعة ليعود لها بعد ساعات جثة هامدة نتيجة تفجير ملعون وإطلاق نار مجنون، وهي التي كانت تعتقد أنه إن كان في المسجد فهو في أكثر الأماكن قدسية ولن يصيبه مكروه ولن تسمع عنه إلا كل خير!!

 كيف لا نخاف على أطفالنا والقتل والإرهاب يحيط بهم من كل حدبٍ وصوب؟؟ أطفالنا الذين يشاهدون تفجيرات الكنائس ويسمعون وسائل الإعلام تتحدث عن الجاني بأنه إسلامي متطرف ليسألوننا بعدها من يفجر المساجد إذن؟؟ هل يُعقل أن يكون مسلماَ متطرفاً أيضاً؟؟ !!كيف نرد على استفساراتهم ومن أين لنا بإجابات تشفي غليل فضولهم الطفولي؟؟!

أخاف على أطفالي من مشاهد القتل والدماء التي قد يلمحونها على شاشة التلفاز دون علمي، أخاف عليهم عندما يسمعون نبأ إعدام مغتصب الطفل عبيدة ومن أسئلتهم اللحوحة عن تفاصيل موت هذا الطفل البريء وتفاصيل جريمة مغتصبه المتوحش، أخاف عليهم أن يسمعوا نبأ اغتصاب وقتل عجوز مسنة في تونس لم يجد مغتصبها فيها سوى شيبٍ أبيض وجلدٍ مجعد وبشرة مترهلة أكل عليها الدهر وشرب، أخاف عليهم من الأخبار البشعة التي تقشعر منها الأبدان، ومن سلوكيات بعض المجرمين التي تعكس نهاية هذا الزمان، فلا نملك من الأمر شيئاً سوى أن نستودعهم الرحمن، وندعوه أن يكفيهم شر أي إنسان، فلن نقوى على حبسهم في صندوق مغلق خشية أن يصيبهم مكروه، ونمنعهم من الاستمتاع في الحياة خوفاً من كل مجرمٍ معتوه. 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى