أعيدوا للإسلام المعتدل “أوكسجينه”
الجولة العنيفة التي عشناها في السلط والفحيص، والارجح انها لن تكون الاخيرة، كلفتها كانت مرتفعة، بالمقابل لابد لها ان تطرح سؤالاً: ماذا بعد ذلك؟ كيف سنستعد، وما هي الخطوات القادمة؟
ما نواجهه، ليس عدوا عاديا، والاخطر انه احيانا يكون من جلدتنا، كامنا فينا، تنتجه مروحة كثيفة من الظروف والعوامل المتشابكة الى حد التعقيد.
تعبئة هؤلاء دينية منحرفة، لا تقيم وزنا لقواعد الاسلام الصحيح، ولا تقيم وزنا لكل الاخلاق والقيم والقواعد الانسانية، انها توحش متطرف مريض، يضرب وينضج بصمت احيانا، وبضجيج في احيان اخرى.
اذاً هناك عوامل مختلفة كما اسلفت، لكني سأركز على سبب وازن ثقيل، له الاثر بقاء وغيابا في محاصرة ظاهرة التطرف والتشدد، والاشتباك معه وهزيمته.
العامل الذي ارمي اليه هو الاسلام المعتدل سياسيا واجتماعيا، فإذا ما حورب، وتم تجاوزه وتجاهله، وإهانة مريديه، فإن التطرف سيكون البديل والملاذ لكثير من تساؤلات التدين.
لا يمكن التضييق على الاسلام وادبياته وحجمه في المجتمع والدولة، كخطة لمحاربة الارهاب، هنا سنفشل، وستكون النتيجة عكسية، وسريعة.
علينا الاعتراف اننا مجتمع مسلم، تهب عليه رياح التدين والعاطفة الدينية في اوقات كثيرة، لذلك لابد من حاضنة فكرية معتدلة تعبر عن ذلك، وتحتويه، وتتركه يعبر عن نفسه بسلمية ومشاركة فاعلة.
لذلك، ببساطة، أرى وأدعو الدولة الى اعادة تقييم مقاربتها للاسلام المعتدل وجماعاته، بل اتمنى عليها اعادة انتاج التحالف مع هذه الجماعات لتكون امتدادا لرؤية الدولة الدينية، وحصنا حصينا ضد الارهاب والتطرف.
ما لمسناه من وجع عملية السلط ان الاردنيين كانوا على قلب رجل واحد مع الدولة واجهزتها، وهنا تأتي الفرصة لتحالف اعمق بين الدولة والاسلام المعتدل تكون من اولى اولوياته مواجهة التطرف وتعميق المشاركة.