#مُصلح_أفندي / محمد عياش القرعان

#مُصلح_أفندي

قصة حصلت مع والد صديقي ايام امارة شرق الاردن، رواها لي وأنا ساضعها أمامكم …وليس لي دخل ابدا، وان تشابهت الاحداث عند البعض منكم…
…..يقول صديقي الثقة، عن والده الثقة، انه قال:

كنت موظفاً في احدى الدوائر الحكومية إبان إمارة شرق الأردن، وكان لي زميل بالقسم، انا واياه وحدنا بالقسم فقط، وكان لا يلتزم بالدوام ابداً…..فكان يعمل يوما ويعطل عشرة…..
وقد ضقت منه ذرعاً، ومن غياباته المتكررة،
لان غيابه المتكرر ذلك، جعل كل العمل يقع فوق كاهلي وحدي، وهو مرتاح في بيته (بين زوجته وأولاده)، ومن ثم ياتي آخر الشهر ويستلم راتبه كاملاً غير منقوص، وربما اكثر مني، لأن الذي يعمل يخطئ اكثر…..وانا كنت اتعرض احيانا للمساءلة ويحسم من راتبي نتيحة لذلك، بينما هو العكس لانه لا يعمل !!

وكان عندنا مدير دائرة ظاهره الخارجي “طيب وسمعته طيبة ويقال انه شيخ وملتزم وكل كلامه قال الله وقال الرسول” (أحسبه ولا ازكيه)
وكان يضع في مكتبه، أمامه مباشرة، يافطة صغيرة مكتوب عليها عبارة (رأس الحكمة مخافة الله)
وتحتها مباشرة عبارة (كلّكم راعٍ وكلّكم مسؤولٌ عن رعيّته) ……

مقالات ذات صلة

وكان كثيرا ما كان ينتقد الفساد والفاسدون الكبار، امام الموظفين ومعارفه ….
وكنت في بداية الأمر خجلان من الأبلاغ عن زميلي، غير الملتزم بالدوام، بحكم المعرفة والزمالة …ولكن لم اعد احتمل اهماله وغيابه !!
فقلت ساذهب الى مكتب المدير وأبلّغه شفويّا عن زميلي …ولا بد انه سينصفني ويضع له حدّا، ولغيابه المتكرر او ينقله الى قسم آخر على اقل القليل، ويأت بآخر بدلا منه يلتزم بالدوام، ويخفف عني ضغط العمل قليلا، لا سيما ان مديرنا الفاضل يقال انه رجل “يخاف الله ويكره الفساد والفاسدون “حسب ما يشاع عنه” !!

فذهبت الى المديرية، قاصدا مكتبه،
وبعد ان استأذنته بالدخول وأذن لي، كلمته وبينتُ له الحال…..قال لا عليك يا ابني ، اذهب الى مكتبك وأنا ساتصرف معه….

في المساء واذا باب بيتي يطرق طرقاً قوياً، قلت في نفسي “الله يستر ابصر شو صاير!!” ،،
واذا به زميلي (امين) الذي في القسم، والذي لم يعتد ان يزورني من قبل …وقد بدا غاضباً وعبوساً …..
فقال اريد ان اتكلم معك عن موضوع مهم،، هل تسمح لي بالدخول ؟!!…..
قلت اكيد، تفضل، اهلا وسهلا بك…!!

فعرفت مباشرة من خلال قسمات وجهه وقبل ان يتكلم بحرف، ان الشيخ الفاضل “مُصلح افندي” مديري إياه، قد وشى بي لزميلي
(يعني فقعني اسفين اخو فلاته)……

فقلت له (اكيد الشيخ مصلح افندي قد قال لك ما حصل؟!!)
قال والله بصراحة ما توقعتها منك..توقعتها من كل الناس الا منك ؟!!!
قلت له نعم انا “حكيتله” وانا لا اخشى كلمة الحق..انت لا تلتزم بدوامك وانا الشغل كله على راسي وحدي، وانت راتبك حرام لانك لا تداوم الا قليلا…. وبصراحة بطلت اقدر اتحمل واغرش عنك، الى متى هذا الحال يا ترى؟!!”…
قال يا اخي انا اعمل عملا اخر وراتبي هذا لا يكفي ثمن اجرة بيت وانت شو دخلك بي،، وووو…..

المهم دار بيننا نقاش حامي الوطيس، وكاد ان يتحوّل الى عراك بالأيدي لولا لطف الله……ثم خرج من عندي وهو غضبان اسفا !!!!

فعرفت ان المدير (مصلح افندي ابو الشعارات) فاسد وهو شريك معه في فساده وهو من يُغطّي عليه، ويدعمه في الخفاء، ولولاه لما اهمل وغاب عن عمله هكذا..وهو يتستر بالدين والشعارات ولا يختلف كثيرا عمّن يتكلم عنهم…..!!

فذهبت الى المدير اياه ….وقلت له انت لست فاسد ومهمل فقط، ولكنك مُفسدٌ وفتّان بين الناس، وقد أحرجتني امام زميلي وكدت ان تسبب لي مشكلة كبيرة معه، لولا لطف الله ،وكان بأمكانك ان تحاسبه وتستجوبه بدون ان تذكر اسمي امامه …. ثم خرجت من عنده غاضبا ولم اعقّب !!!!

#ابن_عيشون

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى