أعشق السفر في القطار في اوروبا
بيكوز اي كير_كانت رحلة قوافل الحجاج على الجمال من دمشق إلى المدينة المنورة ومكة المكرمــــة تستغرق من (40 ـ50 ) يوماً ، يتعرض خلالها الحجاج للكثير من المخاطر مثل هجمات قطاع الطرق ، والسيول والأوبئة هذا بالإضافة إلى مشقة وعناء السفر الطويل مما دفع السلطان عبد الحميد للتفكير بإنشاء خط حديدي يربط دمشق بالمدينة المنورة ومكة المكرمة
ففي أيلول عام 1900 وجه السلطان عبد الحميد نداءً إلى المسلمين في كافة أنحاء العالم لجمع التبرعات لإنشاء خط حديدي بين دمشق والأماكن المقدسة ، وذلك لتــسهيل نقل الحجاج ، وقد قوبل نداءه هذا بالحماس والدعم الشديدين
وانتهى العمل في المشروع عام 1908, لهذا شهد عام 1909 بداية عهد جديد لنقل الحجاج والمسافرين بعيداً عن الأوبئة والمشقات حيث تم نقل ( 147478 ) راكب
وقد تعاقبت على إدارة الخط عدة إدارات كانت اولها الإدارة التركية منذ عام 1900 اي منذ بدء تأسيس الخط واستمرت إلى عام 1917 وتبعتها إدارة حكومية الانتداب البريطاني على فلسطين ممثلة في إدارة سكك حديد فلسطين حتى عام1948 ومن ثم إدارة الجيش العربي الأردني من1948 ولغاية 1950 لحقتها الإدارة المدنية الأردنية من تاريخ 1950 ولغاية 1952. وفي عام 1952 تم انشاء مؤسسة الخط الحجازي الأردني وهي تقوم حتى اليوم بإدارة واستثمار أملاك الخط ضمن الأراضي الأردنية
هذا هو وبكل بساطة تاريخ خط القطار الحجازي الاردني ان صح التعبير، وجد قبل تأسيس امارة شرق الاردن بعشرين عاما تقريبا . فمنذ بداية العمل لانشاءه ( 1900-1908) الى الان 2017 لا تغيير على هذا الكنز العظيم الذي يصل بين سوريا والأردن والسعودية
والجدير بالذكر انه تم افتتاح أول سكة حديد عام 1825 م بتخطيط من الإنجليزي جورج ستيفنسون صاحب مناجم كلينجورث بسكة مسافة 40 كم ثم تطور الامر الى ان اصبح أستخدام خط ستوكتون – دارلنجتون في أول الأمر في نقل البضائع فقط ولكن سرعان ما تبين أنه مفيد لنقل الركاب فجهزت عربات مناسبة ولكنها ظلت تجر بواسطة الخيل أحيانا في حين استخدمت القاطرات على عربات البضائع
منذ عام 1825 الى الان 2017 شهدت اوروبا والعالم تطورا كبيرا في استخدام القطار كوسيلة نقل اساسية تربط المدن ببعضها البعض لتوفر الراحة والسهولة والتوفير والاستجمام لمواطنيها رغم صعوبة التضاريس والطقس الاوروبي الا ان المسافر الان يستمتع بما يراه من مناظر طبيعية ساحرة وخلابة وعلى مدار العام في سفره في هذا العالم
لفت نظري اليوم اعلان للمتعة والاستجمام بالسفر في القطار في الأردن من مؤسسة الخط الحديدي الحجازي الأردني ولحبي الشديد لهذه الوسيلة في النقل ولمتعة المناظر التي رسمت بمخيلتي في تجوالاتي به وبكل محطة كنا ننزل بها ، كم كنا نستمتع في كل بلدة لما يجد الزائر فيها ما يمتع ناظره او من لقمة طيبة يسد بها جوعه او من اسواق قديمة يستمتع في التجول بها او احتفالات والمهرجانات التي تنظم بحسب وقت القطار
ما كان لي الا ان استمر في القراءة لمعرفة جدول الرحلات وطريقة سير القطار ، خصوصا انه يربط المملكة من المفرق شمالا مرورا بالزرقاء وعمان فالجيزة ومعان وجنوب المملكة الحبيبة لكنني تفاجئت بأن سير القطار هو فقط بين عمان والجيزة ( منطقة قريبة من المطار ) ويبقى الزائر في هذه المنطقة بعد سفر ساعتين ذهابا مدة اربع ساعات
حسنا جميل جدا اذن نستطيع ان نتجول في هذه المدينة الجميلة ونتعرف عليها أكثر لكن عند استمراري في البحث ماذا يمكن للسائح الاردني ان يفعل في الاربع ساعات المتبقية بعد ملاحظتي لاحد التعليقات على الصفحة بأن مسافرين سابقين ابدوا انزعاجهم الشديد من اصوات صراخ الاطفال وعدم الاهتمام من اهاليهم باسكاتهم او توفير احتياجاتهم لتوفير نوعا من الهدوء والراحة لبقية المسافرين مدة الساعتين
وجدت هذا الاعلان عن جدول الرحلة “من محطه عمان بمنطقه ماركا بيتحرك القطار الساعه ٩:٠٠ وبيوصل لمحطه الجيزه الساعه ١١:٠٠
ومنضل بالمحطه وهي عباره عن منتزه في شجر ومباني عثمانيه قديمه وسكك حديديه قديمه ومراجيح للاطفال ومرافق صحيه وبيرجع القطار يتحرك من الجيزه لعمان الساعه ٢:٠٠ وبيوصل محطه عمان الساعه ٤:٠٠
للاسف ما في مطاعم )) وهنا كثرت تساؤلاتي
لماذا محطة عريقة تراثية تاريخية قديمة لا تخطيط سياحي لها ؟ يعود بالنفع على الوطن والمواطن الاردني والسائح الاجنبي
لماذا لا يوجد مرافق سياحية كأسواق شعبية ومطاعم وخدمات عامة ؟؟
لماذا لا يتم بناء مدينة سياحية شاملة الاسواق والمطاعم والانشطة والعروض الترفيهية والمهرجانات الجاذبة ؟؟هذه تساؤلات من الناحية السياحية
اما لقطاع النقل العام فكان له في قلبي الكثير من الاندهاش فكيف لخط سكة حديدي يصل الاردن شماله بجنوبه غير مفعل لخدمة المواطن ليكون خط نقل عام كما في باقي الدول حيث ان ذلك سيخفف من ازمة الطرق ويخفف كثرة الحوادث بالاضافة الى انه سيوفر على المواطن الكثير من التكاليف والخدمات
ولماذا الحكومة توجهت بفكرة بناء الباص السريع وهي فكرة عبقرية لحل ازمة السير الخانقة في عمان وتجاهلت هذا الكنز العظيم الذي اساسه الخط الحديدي موجود ، وبحاجة لصيانة لكن ليس لتأسيس فالتكلفة اكيد ستكون أقل وتستطيع احضار قطار سريع جديد ينظم خط سيره وتوقيته لما فيه من نفع وفائدة على المواطن خصوصا ان هذا القطار يسير بقرب المطار فيستطيع الزائر الاستفادة منه للوصول الى مراده كما هو الحال في الدول الاخرى او حتى يمكن تخصيصه والاستفادة منه بشكل افضل
اتمنى ان يجد هذا القطاع الاهتمام اللازم ليس فقط في الاردن بل في كافة الدول العربية لعل وعسى ان نصبح كالاتحاد الاوروبي يوما ما بالعملة وسهولة التنقل ، فالامل يبقى والاحلام تستمر الى ان تصبح واقعا اذا بقينا نؤمن بها