سواليف
تشير معطيات جديدة إلى عرضين مميزين لسلالة #أوميكرون المتحورة من كورونا، أحدهما خاص بالأطفال، فما هما؟ وماذا يقول الاستشاري بالمستشفى الملكي في لندن الدكتور أحمد المشتت حول #الأعراض؟
نبدأ من صحيفة إكسبرس البريطانية، التي نقلت عن أحد #الأطباء أنه قد ظهرت #أعراض_غريبة على ما يبدو في “الليل”.
وفي إحاطة عقدت يوم الاثنين من قبل وزارة الصحة في جنوب أفريقيا، سرد الطبيب الممارس العام أونبين بيلاي الأعراض التي أبلغ عنها مرضى أوميكرون، وقال إن المرضى يعانون من ” #التعرق_الليلي”.
ويحدث التعرق الليلي عندما تتعرق كثيرا لدرجة أن ملابسك الليلية ومفروشاتك تصبح مبللة، على الرغم من أن المكان الذي تنام فيه يكون باردا.
وقال الدكتور بيلاي أيضا إنه يرى مرضى يعانون من #سعال جاف وحمى و #آلام كثيرة في الجسم.
طفح جلدي لدى الأطفال المصابين بأوميكرون
ننتقل إلى الأطفال، حيث نقلت صحيفة ذا صن البريطانية تحذيرا لأطباء من أعراض “غير عادية” لدى الأطفال المصابين بأوميكرون كوفيد.
وأفاد الدكتور ديفيد لويد، طبيب في لندن، أن الأطفال الصغار أصيبوا بطفح جلدي أثناء الإصابة بأوميكرون.
وقال إنه رأى حوالي 15% من الصغار المصابين بحالات أوميكرون المؤكدة يتطور لديهم الطفح. وأضاف أنهم عانوا أيضا من التعب والصداع وفقدان الشهية، والذي يبدو أنه يتناسب مع الأعراض المتغيرة الأكثر شيوعا التي تم الإبلاغ عنها حتى الآن عند البالغين.
ويأتي ذلك بعد أن حذر أحد الخبراء من إمكانية عدم اكتشاف حالات كوفيد، لأن الناس يبحثون عن الأعراض الخاطئة.
تشمل الأعراض الرئيسية الثلاثة لكوفيد-19 سعالا مستمرا جديدا وارتفاع درجة الحرارة وفقدان التذوق والشم. لكن الأطباء يقولون إن علامات متغير أوميكرون الذي ينتشر في المملكة المتحدة قد يكون من الصعب اكتشافها، لأن الأعراض الرئيسية تختلف عن تلك التي حددتها خدمة الصحة الوطنية البريطانية (NHS) حاليا.
تم تقديم الأعراض الثلاثة التي وضعتها هيئة الخدمات الصحية الوطنية لأول مرة عندما ضرب الوباء في مارس/آذار 2020، وظلت القائمة كما هي على الرغم من ظهور سلالات جديدة.
وقال مسعفون يعملون في جنوب أفريقيا، إن الأعراض الرئيسية هي التعب وآلام الجسم والصداع.
وقالت الدكتورة أنجيليك كويتزي، ممارس خاص ورئيسة الجمعية الطبية لجنوب أفريقيا، إن المرضى لم يبلغوا عن فقدان حاسة التذوق والشم .
من جهته، قال الاستشاري بالمستشفى الملكي في لندن الدكتور أحمد المشتت -في تصريحات خاصة للجزيرة نت- إن أعراض سلالة أوميكرون حتى الآن هي نفس أعراض سلالة كورونا الأصلية وقد تكون أخف، ولا يوجد تقارير على أنها تسبب مرضا أكثر فتكا أو أنها تسبب الدخول للمستشفيات والعناية المركزة بشكل أكبر، ورغم أن هذه المعلومات أولية فإنها مطمئنة.
وقال الدكتور إن العلماء يتوقعون أن هذه السلالة ستكون أسرع بالانتشار من السلالات الأخرى. وفي بريطانيا تتضاعف أعداد الإصابة بأوميكرون كل 3 أيام، وهذا مؤشر مهم على أن هذه السلالة سريعة الانتشار.
من جانبه، رأى المسؤول عن الحالات الطارئة في منظمة الصحة العالمية مايكل راين، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، أن “السلوك العام الذي نلاحظه حتى الآن لا يظهر أي زيادة في الخطورة (بالنسبة لسلالة أوميكرون). وفي الواقع، فإن بعض الأماكن في أفريقيا الجنوبية تبلغ عن أعراض أخف”، بالمقارنة مع تلك التي تسببها نسخ متحورة سابقة من الفيروس.
اللقاحات أفضل حماية
وحول الحماية قال راين إنه “ليس هناك أي سبب” للتشكيك بفاعلية اللقاحات المتوافرة راهنا ضد كورونا في الحماية من الإصابات الحادة بأوميكرون النسخة المتحورة الجديدة من الفيروس.
وقال راين “لدينا لقاحات عالية الفعالية أثبتت فعاليتها ضد جميع المتغيرات حتى الآن، من حيث شدة المرض والاستشفاء، وليس هناك أي سبب للتفكير بأن الأمر لن يكون كذلك” مع أوميكرون، مشددا في الوقت نفسه على الحاجة لإجراء مزيد من الأبحاث في هذا الشأن.
غير أن المسؤول الكبير في المنظمة الأممية دعا إلى الحذر في التعامل مع هذه البيانات لأن المتحور الجديد لم يرصد سوى في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي من قبل سلطات جنوب أفريقيا وقد سجل وجوده بعد ذلك في عشرات البلدان.
وقال “نحن لا نزال في البدايات علينا أن نكون حذرين للغاية في كيفية تحليل” هذه البيانات، مشددا في أكثر من مناسبة خلال المقابلة على أن البيانات والدراسات المتاحة لا تزال أولية.
وقال عالم الأوبئة الأيرلندي الذي كافح على الأرض أمراضا قاتلة مثل الحمى النزفية إيبولا وفيروس ماربورغ وهو الآن على خط المواجهة الأول ضد “كوفيد-19” منذ رصده نهاية عام 2019، إن المعلومات الأولى التي جمعت في جنوب أفريقيا “تشير إلى أن الحماية التي توفرها اللقاحات تبدو صامدة” حتى الآن.
لكنه أقر بأنه قد يتبين لاحقا أن اللقاحات أقل فاعلية في مواجهة أوميكرون الذي يتميز بعدد كبير من التحولات في بروتين السنبلة “سبايك” (Spike) وهي النتوءات الشوكية التي تسمح للفيروس بالتشبث بالخلايا قبل غزوها بغرض التكاثر.
لكنه رأى أنه “من غير المرجح بتاتا” أن يتمكن هذا المتحور من الإفلات كليا من الحماية التي توفرها اللقاحات. وجدد التأكيد أن “البيانات الأولية الصادرة عن جنوب أفريقيا لا تظهر تراجعا كارثيا في الفاعلية بل على العكس في الوقت الراهن”.
وشدد على أن “السلاح الأفضل المتاح لنا راهنا هو تلقي اللقاح”، وهو ما يكرره زملاؤه منذ سنة مع بدء حملات التطعيم.
وثمة مؤشرات أولى تظهر أن المتحور الجديد قد يصيب بسهولة أكبر أشخاصا ملقحين أو سبقوا أن أصيبوا بكوفيد-19.
الإصابة مجددا
ولفت هذا الطبيب إلى أن “ثمة بيانات تشير إلى أن الإصابة مجددا أكثر تواترا مع أوميكرون مقارنة بالمتحورات السابقة”، لكنه سارع إلى الإضافة أن اللقاحات صممت بطريقة للحماية من الإصابات الحادة وليس بالضرورة من تلك الطفيفة.
وأضاف “لا يهمنا كثيرا معرفة ما إذا كان تكرار الإصابة ممكنا مع أوميكرون بل يهمنا خصوصا معرفة ما إذا كانت الإصابات الجديدة أقوى أو أقل حدة”.
وشدد على ضرورة احترام إجراءات الوقاية، خصوصا وضع الكمامة وتهوية القاعات المغلقة والتباعد الجسدي، مؤكدا “لم تتغير طبيعة الفيروس وتبقى القواعد نفسها قائمة”.