عائلة المواطن الفلسطيني “محمد مطر” هي إحدى العائلات التي كانت من بين شهود العيان على #مجزرة_النصيرات التي ارتكبها #الاحتلال الإسرائيلي السبت الماضي، في سبيل استعادة 4 من أسراه لدى #المقاومة في #غزة، وراح ضحيتها أكثر من 250 شهيد.
وفي لقائهم مع الجزيرة مباشر، روى أفراد عائلة مطر، شهادات مروعة عما رأوه وعاشوه خلال تلك المجزرة، التي اقتحم فيها #جنود_الاحتلال بيتهم، وأمطروهم بالرصاص، وأعدموا ابنهم الأصغر “يامن” أمام أعينهم، وأصابوا 3 آخرين منهم.
وقالت رشا مطر أم الطفل الشهيد يامن، إن قوات الاحتلال اقتحمت الشارع الذين يقيمون فيه بالدبابات تحت وابل من الرصاص والقذائف، في الوقت الذي كانت فيه الطائرات تحوم فوق رؤوسهم من الأعلى، ما اضطرهم إلى الاختباء داخل بيتهم.
“لحظاته الأخيرة بين يدي”
وأفادت أم الطفل الشهيد بأن قوات الاحتلال داهمت منزلهم “دخلوا إلى بيتنا وقاموا بتحطيم محتويات الطابق الأول، وأثناء صعودهم إلى الطابق الذي كنا موجودين فيه، بدؤوا في إلقاء #القنابل وإطلاق الرصاص عشوائيا تجاهنا، ونحن كنا مكدسين في غرفة واحدة، أنا وأولادي وزوجي وأبي وأمي وشقيقتي وصغارها”.
وتابعت رشا مطر شهادتها قائلة “وصلت قوة الاحتلال إلى الغرفة وبدؤوا بإطلاق الرصاص تجاه أبنائي، يعدمونهم أمام عيني، وأنا لا أعرف أن الرصاص يصيب أبنائي، وأمسكوا بأبي وألقوه على الأرض ثم قيدوه، وأيضا قيدوا زوجي وابني ثم ربطوا أعينهم واقتادوهم خارج الغرفة”.
لتفاجأ الأم بإصابة ابنها الأصغر البالغ من العمر 12 عاما برصاصة في ساقه، ولم تكن تدرك آنذاك أنه مصاب برصاصة أخرى في بطنه “كنت أظن إصابته خفيفة، في حين أنه كان يموت، وضعته في حضني لتكون لحظاته الأخيرة بين يدي”.
وفي ذات المجزرة أصيب ابنها الآخر “مؤمن” برصاصتين، وهو يتلقى حاليا العلاج بعد خضوعه لعملية جراحية تم فيها استئصال كليته، إلى جانب إصابة الابن الثالث “أحمد” برصاصة أصابت إصبعه ومرت لتصيب خالته.
وسرد محمد مطر والد الطفل الشهيد يامن، كيف اقتحمت قوات الاحتلال منزلهم ووجهت أسلحتها تجاه أفراد عائلته، ثم اقتادوه وعمه وقيدوهم، وراحوا يستجوبونهم عن المقاومة “بدؤوا يسألوننا أين المقاومين؟ وأين السلاح؟ قلنا لهم نحن نازحين ولا نعرف شيء”. وأضاف أن جنود الاحتلال هددوه “إذا لم تخبرنا عن المقاومين وسلاحهم، سنطلق الرصاص على أبنائك ونجعلك تتحسر عليهم”.
وأشار إلى أنه بعد خروج القوة الإسرائيلية، لم تتمكن سيارات الإسعاف من القدوم لإخراجهم، ما دفعهم إلى الاستعانة بأقاربهم لنقل أبنائه إلى المستشفى “حملنا الولدين مؤمن ويامن في سيارة عمي إلى المستشفى، عندما وصلنا كان يامن لا يزال على قيد الحياة، لكن ما هي إلا دقائق واستشهد، أما ابني الآخر مؤمن فخضع لعملية جراحية لاستئصال الكُلى، وعملية أخرى في يده”.
وحكى الإبن “مؤمن” الذي يرقد في المستشفى عما تعرضوا له قائلًا “أصابوني برصاصة في كتفي فانفجر، وطلقة أخرى في بطني خرجت من جانبي، وأخي الصغير استشهد أصيب برصاصتين إحداهما في بطنه والأخرى في ساقه، كما أصابوا خالتي برصاصة في ساقها”.
وقال أحمد الطفل الثالث لعائلة مطر “أول ما دخلوا علينا أطلقوا رصاصتين على أخي “مؤمن” رصاصة في ساقه وأخرى في بطنه ناحية الكلى، ثم أطلقوا النار تجاهي فأصابت إصبعي ومرت إلى خالتي فأصابتها، ثم أصابوا أخي الأصغر “يامن” رصاصتين استشهد الله يرحمه”.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن أنه تمكن من استعادة 4 أسرى في عملية مركّبة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، تم التخطيط لها منذ أسابيع، أسفرت عن مئات الشهداء والجرحى الفلسطينيين ومقتل ضابط في القوات الخاصة الإسرائيلية.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا على غزة خلفت أكثر من 121 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل وكارثة إنسانية.