أطفالنا هم عظيم إنجازنا / نداء أبو الرُّب

أطفالنا هم عظيم إنجازنا
كثيرة هي تلك المطالبات الجماهيرية بأن لا تعتبر المرأة أطفالها هم أعظم إنجازاتها! لا أدري من المحرّك الرئيسي لهذا الكلام وما هدفه وما هو مبتغاه! مع انتشار المنشورات المكتوبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ستجد من يجتهد في نقل فكرة أو رأي بل وتأييده بشدة ليصبح معظمنا كالقطيع الذي يمشي مع التيار دون أن يفهم ما وراء النص والمغزى الحقيقي من تلك العبارات الهدامة، الدعوة المتكررة للنساء بأن ينجحن في حياتهن بعيداً عن الوقوع في فخ الزواج والأمومة هو موضوع أكبر من أن نعتبره مجرد وجهة نظر، بل خلفه رهطٌ هدفهم الأول والأخير تغيير أفكار المرأة لينغرس في عقلها أن الأطفال مصدر إزعاج، يقتلون المواهب والقدرات، ويوقفون عجلة زمن الأم عن الدوران، لتجد نفسها أسيرة لمثل هذه المسلمّات، منساقة وراء تلك الخزعبلات، لتبرز في مجتمعاتنا مجموعة كبيرة من النساء المتزوجات اللواتي يطالبن غيرهن بعدم التفكير في الإنجاب، حقناً لحياة مليئة بالمسؤوليات والعذاب…!

عندما تقرر إحداهن أن لا تنجب حفاظاً على رشاقتها وجمالها وحرية حياتها فلتحفظ هذا الأمر بين وبين نفسها ولا تعلنه على الملأ لتجعله منهجاً يجب على الأخريات اتباعه، لأن بعضهن بلا شخصية ولا رأي ولا فكر ستروق لهن تلك الأفكار ويوافقن عليها بشكل أعمى،  وخاصة عندما يتعلق الأمر بامرأة مؤثرة تمتلك متابعين كثر على مواقع التواصل الاجتماعي، فتبث سمومها الغريبة تلك لينتشر الوباء في جيل كامل من النساء، هي حريتك الشخصية إن لم ترغبي في اختيار تجربة الأمومة المليئة بالمشاعر الفياضة، لكن لا تفرضيها على الغير..!!

يؤمن الغرب بنظرية المليار الذهبي ، و التي تقول أنَّ عدد سكان الارض 7 مليارات و موارد الارض الطبيعية لا تستطيع تلبية احتياجات هذه المليارات !!! أي أنَّ هناك مليار شخص يحق له أن يعيش برفاهية و يستهلك و ينتج ، اما الاخرون فلا مكان لهم في دورة الحياة في الارض ، و يجب التخلص منهم . و بالطبع المليار المقصود به هو (الجنس الابيض) من الاوربيين و الامريكان ،

ولذلك وعن طريق التطعيم يمكن اختيار مجموعات معينة من الناس لتقليل أعدادها، وبذلك تسهل عملية القتل الجماعي، وبعبارة أخرى تسمح بقتل مجموعة من الناس تنتمي إلى عنصر معين أو مجموعة معينة أو بلد معين بينما تدع الآخرين دون المساس بهم، فلماذا لا تعتبر انتشار كل تلك الدعوات بعدم الإنجاب والنجاح والتطور على حساب الأمومة  في بلادنا العربية هي إحدى تلك المطاعيم القاتلة التي نبتلعها كل يوم عبر قراءة مقال معين أو متابعة شخصية مؤثرة تتفوه بهذا الكلام يومياً لتخدرنا به ونتبناه دون وعي منا؟؟ لماذا لا نفكّر بعمق أكثر ونسأل أنفسنا من له مصلحة في تغيير نظرتنا الشمولية لمفهوم الزواج وعمارة الأرض وتحويل أنظارنا نحو بهرجة النجاحات المزيفّة والانفتاح الملغوم باعتبار إنجاب الأطفال تخلفاً وتقاعساً عن مواكبة التقدم الحضاري والتكنولوجي؟؟

مقالات ذات صلة

أطفالك هم عظيم إنجازك الذي يجب أن تفتخري به على الدوام، كم من أم سهرت وتعبت في تربية صغارها وقدمت للمجتمع الطبيب والمهندس والمعلم وغيرهم من المتعلمين والحرفيين الذين يعمرون الأرض بإنجازاتهم وتفانيهم في العمل، حققي ذاتك وانجحي وواكبي كل ما هو جديد في عالم اليوم ولكن لا تعتبري أطفالك عائقاً، بل اثبتي للجميع بأنك قادرة على أن تكوني زوجة صالحة وأماً رائعة وناجحة في عملها أيضاً نجاحاً ساحقاً…..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى