أشجان !

أشجان ! / أحمد المثاني

حزين نيسان ، محظور عن وروده و أزهاره .. ممنوع أن يشتمّ عِطر الروابي و السهول التي سكب عليها جميل ألوانه .. البساط الأخضر يكاد يُطوى قبل أن يفترشه الباحثون عن الجمال و الطبيعة التي يتنفسون فيها .. بعيدا عن غابات الاسمنت .. تلك الورود و الأزهار التي تبرّجت و أخذت زينتها حزينة هي اليوم… تشتاق رجع صدى ضحكات الأطفال .. و وقع خطاهم .. يجمعون إضمامات الزهر و أطواق النّوار .. و يلحقون الفراشات الملونة .. حزين نيسان .. هذا العام ، فقد اعتلّ هذا العالم .. و كأنما اجتاحته رياح السموم .. ما الذي جرى .. أين ايقاع الحياة و صخبها .. أين المختالون .. و ذوو الياقات المنشاة و الحقائب ..أين أضواء المدائن و قهقهات الحالمين . و العابثين .. أين جموع الزاهدين و العابدين .. لعلّ الأرض قد اعتلّت .. أو هي تحت غزو عدوٍ لا يرحم صغيرا و لا كبيرا .. و لا أبيض و لا أسود .. و لا غنيا و لا فقيرا .. حزين نيسان… في ما فرّطنا حزين في ما أفسدنا .. .. لكنّه الأمل .. أن يعود للأرض بهاؤها و جمالها فزينتها أهلها .. أصواتهم ، ضحكاتهم ، أصوات معاولهم ، و ضجيج أطفالهم .. مدارسهم .. مصانعهم .. … إن ذبلت وردة .. فبالأمل أن تحيا ألف وردة .. و إن غاب الابتسام .. أن يعمّ الفرح .. و إن ضاق الأفق .. أن تتسع الآفاق .. لتحلق الأرواح من بعد إسارها .. و للوطن .. و للعالم السلامة .. و العافية .. احمد المثاني

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى