أسرار نقص هرمون النمو في طفولة ميسي ..(كتاب ميسي 5) يحكي القصة

سواليف
“حينما كان عمري 11 عاما اكتشفوا إصابتي بمشكلة في إفراز هرمون النمو وبدأت في الخضوع للعلاج لأتمكن من النمو بشكل طبيعي، كان علي حقن ساقي كل ليلة، يوم في اليمنى والآخر في اليسرى طوال أيام الأسبوع، واضطررت للقيام بهذا الأمر لمدة ثلاث سنوات متواصلة، كنت قصيرا للغاية حينما كان عمري 11 عاما وكانت جواربي لمن هم في سن الثامنة أو التاسعة، هذا كان أمرا ملحوظا في الملعب وفي الشارع وبين أصدقائي”.

“أعتقد أن كوني الأصغر حجما بين الجميع جعلني ربما دائما الأسرع والأكثر لياقة وكان هذا يساعدني أثناء لعب كرة القدم.. كل ما تعلمته من هذه التجربة هو أن كل ما كان يبدو في البداية سيئا وقبيحا تحول لأمر إيجابي وتمكنت بعده من تحقيق الكثير، ولكن عن طريق العمل والمجهود”.. هكذا يلخص ميسي مشكلته الشهيرة في نقص إفرازات هرمونات النمو في إعلان إحدى الماركات التجارية الرياضية، ولكن هذه القصة تحتوي على تفاصيل أكثر من هذا بكثير.

للحصول على هذه التفاصيل يجب العودة للدكتور دييجو شوارزتين الذي كان أول من شخص حالة ميسي حيث يقول “31 يناير 1997 إذا لم تخني الذاكرة كان اليوم الذي شرحت فيه لوالدته المشكلة.. حالته لم تكن شائعة وتحدث مرة بين كل 20 ألف وفاة وفي بعض الأحيان تتطلب علاجا يعتمد على الحقن لمدة ست سنوات”.

يضيف شوارزتين “ما ينقصه كان هرمون النمو، الذي يتم تصنيعه لحسن الحظ جينيا بصورة مطابقة لذلك الذي يفرزه الجسم ويستخدم في صورة حقنة مرة واحدة يوميا، العلاج يرتكز على منح الجسم شيئا ينقصه لأنه غير قادر على تصنيعه”.

يقول البعض حتى ولو على سبيل المزاح إن أحد أسرار تألق ميسي يعود وراء حقن هرمون النمو التي كان يحصل عليها في الماضي، ولكن الرأي الطبي يفند هذا الادعاء تماما حيث يؤكد شوارزتين “يجب التفريق بين استخدام هرمون النمو من قبل شخص بالغ لا يحتاجه وطفل يعاني من نقص.. هذا ليس تعاملا بالمنشطات بأي حال من الأحوال، فمن يعاني من مشكلات في هرمون النمو لديه نقص عن الآخرين ولتعويض هذا يحصل على الهرمون بصورة خارجية لعلاج هذا النقص، ولكن هذا الأمر لا يمنحه أي أفضلية عن البقية”.

رحلة ميسي مع هذا العلاج الهرموني لم تكن سهلة، ولكنه تعامل معها بشجاعة منذ الصغر حيث يقول خيراردو جريجيني اللاعب السابق بناشئي نيولز أولد بويز، والذي زامل ميسي “كان يحقن نفسه كما لو كان أمرا طبيعيا، لم يقل لي يوما لما كان يستخدمها، كان يجلبها معه في صندوق صغير مملوء بالثلج وداخله العقار، كان يحقن نفسه بكل بساطة وكأن شيئا لا يحدث.. بكل تأكيد ما صعد به للقمة كانت موهبته وأيضا الايمان بنفسه، لا أعتقد أن هناك أي شخص سيكون يتمتع بالاتزان الذهني ليقول لنفسه إنه يفعل هذا كل يوم من أجل مستقبله وعمره 10 أو 11 عاما، لقد كان يحقن نفسه بنفسه ويذهب للنوم بصورة طبيعية، كان يعرف أين مستقبله وكان أمامه حلم يسعى وراءه”.

يقول الطبيب شوارزتين إنه في حواراته مع ليو كان هم الأخير الدائم هو أن تساعده هذه الحقن على النمو لكي يحقق حلمه ويصبح لاعب كرة قدم، ولكن بجانب رغبة ليو ومعاناته اليومية التي تعامل معها ببساطة وشجاعة، كان الأب خورخي يحمل فوق ظهره هموم وأحلام ابنه.

يقص خورخي روايته عن هذه الفترة لمجلة (كيكر) الألمانية كالتالي “كان لدي عملي في شركة (أسيندار) وكانت الأمور جيدة.. راتبي كان ألفا و600 بيزو وهو ليس أمرا سيئا، ولكن في ظل الـ900 بيزو التي كان يكلفها العلاج وهو المبلغ الذي يتخطى نصف راتبي وموافقة التأمينات على دفع العلاج لعامين فقط، كان العام الثالث صعبا للغاية”.

لم يقتصر الأمر على هذا فقط حيث تحدث خورخى أكثر من مرة مع مسؤولي نيولز أولد بويز ولكنهم في كل مرة كانوا يأجلون ثم يأجلون القرار، لذا أجرى ميسي اختبارات في ريفر بليت وكان مبهرا ولكن مجددا لم يرغبوا في التكفل بالمصاريف، خاصة وأن عمر ليو كان حينها 12 عاما حيث اعتبرت الادارة أنه لا يزال صغيرا للغاية ولا يمكن التكهن إذا ما كان هذا الاستثمار سيأتي بنتائج أم لا.. حينها عرف والد ميسي أن عليه اتخاذ قرار سريع.

العربي الجديد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى