سواليف
فضيحة سياسية وأخلاقية بامتياز، تفجرها صحيفة لبنانية، بحق رئيس النظام السوري بشار الأسد، في تأكيدها أن الرجل يملك مجوعة من “الأسرار” التي لم يفصح عنها ويحتفظ بها في “درج مكتبه”، مثل ملابسات مقتل القائد في ميليشيا “حزب الله” اللبناني عماد مغنية ومثله سمير القنطار.
وتزعم صحيفة “السفير” أن كل ما يتعلق بالأحداث المهمة التي مرت فيها المنطقة، بدءا من الانقلابات التي شهدتها سورية منتصف القرن الماضي، وانتهاء بأسرار اغتيال عماد مغنية القائد العسكري في “حزب الله” الذي قتل في دمشق عام 2008، موجود في درج مكتب رئيس النظام السوري بشار الأسد، على حد ما زعمته الصحيفة اللبنانية اليوم الأربعاء في تقرير لها.
ويشكل الأمر “فضيحة” سياسية وأخلاقية لو كان صحيحاً ما ذهبت إليه الصحيفة، بأن تفاصيل مقتل عماد مغنية وسمير القنطار، موجودة في “درج بشار الأسد”. ودون أن تشير الصحيفة لماذا تكتّم النظام عن تفاصيل مقتلهما لطالما أنه اتّهم إسرائيل بذلك.
وقالت الصحيفة في تقرير لها إن درج بشار الأسد يحتوي أسرار المنطقة بدءاً من “وضع حد للانقلابات العسكرية” وكيف تمكّن الأسد الأب من ذلك “بعد توليه مقاليد الحكم” منتهية في هذا الجزء إلى أن هناك “جملة أسرار مخبّأة في درج مكتب بشار الأسد”!.
أمّا “السر” الثاني الذي يحتفظ به بشار الأسد في “درج مكتبه” فهو عن حرب أكتوبر عام 1973 ثم تدخل جيش النظام بلبنان عام 1975 حيث “كان شاهداً على حرب 1982” كما نقلت الصحيفة، وصولاً إلى مرحلة الانسحاب الإسرائيلي من لبنان عام 2000، لتكون حقيقة تلك الحقبة وأسرارها أيضاً “في درج مكتب بشار الأسد”!.
أمّا السر الثالث الذي لوّحت به الصحيفة، فهو عن حرب الخليج الأولى وكيف وقف الأسد الأب مع إيران ومدّها بالسلاح. لتؤكد الصحيفة أن صفقات السلاح التي عقدت بين إيران وسوريا منذ عام 1980 وكذلك “حجم التعامل الاستخباري” بين نظام الأسد والنظام الإيراني، هو من الأسرار الموجودة “في درج مكتب بشار الأسد”!.
أما السر الرابع الذي تحدثت عنه الصحيفة فهو “الحجم التسليحي” ما بين “حزب الله” ونظام الأسد بأنه هو الآخر في “درج مكتب بشار الأسد”!
السر الخامس، بحسب الصحيفة، فهو كيفية إرسال إيران والأسد الصواريخ إلى غزة في حرب 2008 مؤكدة أن ذلك أيضا موجود “في درج مكتب بشار الأسد”!.
وتنتهي الصحيفة إلى أن عدم سقوط بشار الأسد كان بسبب “تحالفات أثبتت أنها أكثر متانة مما ظن الجميع” مؤكدة أن لدى الأسد، أيضا، في هذا السياق، ما لم يكشف عنه وهو مخبأ أيضا في “درج مكتبه”!.
يشار إلى أن الصحيفة التي نقلت تلك الأسرار، لم تتحدث عن ما إذا كان بشار الأسد يمتلك في درج مكتبه أيضا، أسماء القوات الأجنبية الموالية له وعدد أفرادها وجنسياتهم، واللغات التي يتحدثون بها، خصوصا أنهم يأتون دفاعاً عنه من أكثر من بلد لا يتكلم اللغة العربية، وقد يكون هذا هو “السر” الكامن وراء بقائه في السلطة، إلا أنه ليس سرا موجودا في درج مكتب بشار الأسد، بل في “ذاكرة السوريين” والتاريخ، كما جاء في تعليق على ما ورد في الصحيفة.
عن العربية