أسباب المقاطعة الشعبية الواسعة للإنتخابات النيابية

بسم الله الرحمن الرحيم
أسباب المقاطعة الشعبية الواسعة للإنتخابات النيابية
كتب .. ضيف الله قبيلات
تقول “حكومة القنوة” أن نسبة المقاطعة الشعبية للإنتخابات النيابية بلغت 63% تقريبا، وهذا اعتراف صريح ببطلان العملية الإنتخابية وبطلان مجلس النواب الذي عيّنت الحكومة أغلبيته تعيينا سلفاً قبل إجراء العملية الإنتخابية، وهذا يعني بطلان كل ما ينتج عن هذا المجلس من هذا اليوم وحتى يوم حلّه.

أما الشعب فيقول أن نسبة المقاطعة الشعبية قد بلغت أكثر من 80%، وفي الحالتين يقر الجميع بأن الشعب الأردني قد قاطع الإنتخابات بنسبة عالية جداً مع أن الأحزاب السياسية كلها قد شاركت ودعت أنصارها للمشاركة، فما هي يا ترى الأسباب التي أدت إلى هذه المقاطعة الشعبية الواسعة؟
ولعلها أولا: لم يفِ النظام للشعب بوعده الذي قطعه على نفسه بالإصلاح وما زالت ملفات الفساد مغلقة وما زال الفاسدون طلقاء يسرحون ويمرحون وبعضهم يحتلون مواقع سيادية في الدولة معززين مكرمين وآخرين مستشارين أخفياء أو معلنين، وهذا يعدّه الشعب فشلاً أو تواطؤاً وكلاهما يستوجب المحاكمة والمقاطعة.

ثانيا: فرض النظام ضرائب باهضة على المواطنين ورفع أسعار كل شيء بحجة تخفيض المديونية لكن المديونية زادت وزادت معها معاناة المواطنين المعيشية وهذا يعدّه الشعب فشلا أو تآمراً كلاهما يستوجب المحاكمة والمقاطعة.

ثالثا: تفشّي الإنحلال وانتشار الجريمة والمخدرات وقد رآى الشعب بأم عينه كيف نجح النظام بضبط امتحان التوجيهي عندما توفرت الإرادة السياسية لذلك، وبإمكان النظام فعل الشيء نفسه مع المخدرات وهو القادر على ضبط الحدود فلا يدخلنها عليكم داعشيٌ واحد وضبط الحدود مع الصهاينة الغزاة المحتلين فلا يدخلنّ عليهم “الطير الطاير”، فكيف تدخل المخدرات إلى الأردن مع هذا الضبط المحكم للحدود ؟! أم أنه غياب الإرادة السياسية؟!.

مقالات ذات صلة

رابعا: العلاقة المشبوهة مع الصهاينة الغزاة المحتلين لفلسطين والمسجد الأقصى والإستجابة المتدرجة الدائمة لرغباتهم وأوامرهم بتغيير قيمنا العربية والإسلامية وإحلال القيم العلمانية مكانها ثم السماح لهم بالتملك والتجارة في الأردن.

خامساً: عدم قيام الحكومة بمحاسبة ومحاكمة من يسيء إلى القيم والرموز التي يقدسها الشعب الأردني مثل الإساءة على الفضائيات للقيم الأردنية أو الإساءة إلى الصحابة رضوان الله عليهم أو ظهور أحد الوزراء مفطرا في رمضان في وضح النهار وعلى الملأ دون حياء ثم يعيّن مشرفا على الإنتخبات ثم العبث بالمناهج الدراسية وإزالت صورة وقصة بطولة الشهيد الأردني الطيار فراس العجلوني، ومن حق الشعب الأردني أن يتساءل هنا هل يمكن للحكومة أن تدرج في مناهجنا كيف قتل اليهود الشهبد رائد زعيتر والشهيد إبراهيم الجراح وكيف قتلوا الطفل البريء محمد الدرة وكيف حرقوا الطفل البريء محمد أبو حضير وكيف يعتدي اليهود صباح كل يوم على المسجد الأقصى؟! وهل يمكن لحكومتنا أن تطلب من الصهاينة إلغاء نشيد طلابهم الصباحي الذي يقول :هذه الضفة لنا والضفة الأخرى لنا.

أعود للتسآؤل هل هذه هي الأسباب أو بعضها ما دفع الشعب الأردني لمقاطعة الإنتخابات أم أن هناك أسباب أخرى؟!.

لكن مهما كانت الأسباب خطيرة أو كثيرة فالحكومة غيرآبهة بهذه النتيجة ولا بأسبابها لأنها قادرة على حل كل المشاكل التي تعترضها “بالقنوة”.

وكما قال الشاعر الشعبي الحميدي
إذا الشعب يوماً ضربته الحكومة على خده الأيمن أدار لها خده الأيسر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى