#أسباب #الحروب بين #الحكام و #الشعوب
ضيف الله قبيلات
على قدم وساق دارت وتدور الحرب اليوم مستعرةً بين الحاكم وشعبه في معظم الأقطار العربية، وبالرغم من أن لكل قُطر خصوصيته وظروفه و شكل الصراع المحتدم فيه إلا أن أسباباً مشتركة سبعة ربما تشكل قاسماً مشتركاً للصراع المحتدم الآن بين الحكام العرب وشعوبهم وهي:
أولاً: غياب الحكومة الإسلامية التي تحكم بالكتاب والسنة وذلك بتغييب حكم الشرع واستبداله بحكم علماني نتج عنه كل أِشكال الفساد وانتشار الجريمة والرذيلة كبيوت الدعارة وكازينوهات القمار وعدّد ولا حرج.
ثانياً: الحكم الفردي والتوريث الذي جعل الحاكم يشعر دائماً بالخوف من الأكثرية فيهمّشهم ويفقرهم ويقرّب الأقليات والغرباء ويغدق عليهم من أموال الشعب ليضمن ولاءهم الدائم له ولحكمه، وهذا يضرب أساس الحكم لأنه يضرب العدالة التي هي أساس الملك.
ثالثا: عدم استجابة الحاكم للمطالب المشروعة للجماهير التي انطلقت منذ عشر سنوات بشكل سلمي حضاري في كل الوطن العربي بمسيرات راجلة من الجنسين وحتى الأطفال ومن مختلف الأطياف الحزبية والعشائرية المنادية بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
ولأن الحاكم غير قادر على الاستجابة لمطالب الشعب المشروعة لأسباب تتعلق بطبيعة نظام حكمه أو لارتباطه بجهات اجنبية والتزامه لها بتحقيق اهداف معينه مقابل الحفاظ على كرسيه فيجد الحاكم نفسه مضطراً للهروب إلى الأمام باستخدام العنف والإرهاب ضد شعبه الأعزل بتخويفه ومنعه من الاحتجاج مما دفع بعض الشعوب لاستخدام السلاح للدفاع عن نفسها أو الاستنجاد بجهات خارجية لمساعدتها في الخلاص ثم الطلب من أبنائها في الجيش الانشقاق عن الحاكم والانضمام للشعب.
رابعاً: احتلال فلسطين والمسجد الأقصى وفقدانها على يد هؤلاء الحكام أو آبائهم بسبب عجز بعضهم أو بسبب عمالة البعض الآخر، الأمر الذي جعل الشعوب تفقد ثقتها بهؤلاء الحكام وتؤمن بعدم أهليتهم للحكم فدفعهم ذلك للثورة عليهم ومحاولة الإطاحة بهم.
خامساً: عندما يرى الشعب أن الحاكم يوالي ويصادق أعداء الأمة وأعداء دينها وغزاة أرضها من جهة ثم يراه من جهة أخرى يعادي من هم أصدقاء الشعب وأهل دينه وعقيدته والحريصين على مصالح الأمة فمثلاً ما زالت القوات الأمريكية متواجدة على أرض العراق لحماية دستور بريمر وما نتج عنه ، قال تعالى :” و مَن يَتولَّهُم مِنكُم فإِنّه مِنهُم”.
سادساً: العداوة الصريحة من الحاكم لهوية شعبه وعقيدته من خلال ممارساته بوضع القوانين التي تعمل على ذلك وترسّخه.
سابعاً: الصفات الشخصية للحاكم فقد يظهر للشعب أن الحاكم غير ملتزم بتعاليم الإسلام وآدابه لا هو ولا أهل بيته وربما عرف عنه أنه يعاقر الخمر ويفعل الرذائل أو كان ناهباً لأموال الشعب يكنزها لنفسه ولعائلته وربما جمع بين التجارة والسلطة فيفقد بذلك احترام الشعب تدريجياً فيصبح الحاكم مهزأه وموضع سخرية الشعب .. وهذا ما دفع الحسين بن علي رضي الله عنه لرفض مبايعة يزيد بن معاوية بالخلافة لأنه كان فاسقاً لا يصلح للحكم بحسب أقوال السلف الصالح ثم لأنه جاء بالتوريث، فخرج عليه الحسين ودعى الناس للخروج عليه فأرسل له يزيد بن معاوية جيشاً بقيادة عبيد الله بن زياد فقتله وقتل معه سبعين من آل بيت النبوة رضوان الله تعالى عليهم.
ربما يكون هناك أسباب أخرى تخص قُطراً عن قُطرٍ لكن الواقع على الأرض يقول أن الصراع ما زال محتدماً بين الحكام والشعوب الأمر الذي أدى إلى عسكرة الشعوب وهذا طبعاً ليس في صالح الحكام كما أنه ليس في صالح الغزاة الصهاينة وإن بعد حين.