
#أساطيل_الحرية..شعلة الحرية لغزة
خوله كامل الكردي
لا شك أن ما يحدث في غزة يثير في النفس مشاعر الألم والغضب، الألم على ما آلت إليه غزة بسكانها وأرضها من سقوط آلاف الشهداء خاصة من الأطفال والنساء والشيوخ، ومن دمار شامل و مريع في كل نواحي القطاع، فقد قدر الجهاز الإعلامي الحكومي في قطاع غزة نسبة الدمار بما يقارب من ٩٠٪، وتكلفة اعمارها يتجاوز ٦٠ مليار دولار، وهذا يضيف تحديا غير مسبوق على المجتمع الدولي، للمسارعة في إنهاء الحرب وتجنب المزيد من إزهاق الأرواح و الدمار العمراني، من وحي القصف و الغارات أو من خلال التجويع الممنهج، فكان الاتفاق على المرحلة الأولى من صفقة وقف إطلاق النار.
أحرار العالم لم يتمكنوا من الصمت تجاه المذابح الحاصلة في قطاع غزة، التي تحصد و حصدت أرواح العشرات بل وصلت في كثير من الأيام إلى المئات، فالوضع لم يعد مقبولاً و الحكومات العالمية لا تفعل شيئاً، تقف عاجزة أو متواطئة في حرب الإبادة التي تمارسها دولة الاحتلال الإسرائيلي بدعم غربي سخي عسكري و تكنولوجي.
انتفضت قطاعات واسعة لا يستهان بها من الأحرار في الدول الغربية وكذلك كندا واستراليا و دولا في أمريكا اللاتينية، فقررت أن تكسر الحصار عن غزة و إيصال المساعدات، فعدت العدة لتجهيز عشرات السفن تعبر البحر للوصول إلى قطاع و إنقاذ الناس الجوعى والمرضى هناك، فبإصرار و عزيمة منقطعة النظير ، وبإيثار بشري راقي قل نظيره في عصرنا الحاضر، توجه مئات من الناشطين من مختلف دول العالم فيما يسمى ب أسطول الصمود، امتداداً لأسطول مادلين و حنظلة. لكنه لم يستطع الوصول إلى شواطئ غزة، بسبب اعتراض قوات البحرية الإسرائيلية للأسطول، و تعرض النشطاء فيه إلى الإهانة و المعاملة السيئة وتكبيل اليدين و منع الدواء و الطعام و الماء و العديد من الانتهاكات في حقهم، ذلك لم يفت في عضدهم بل ازدادوا عزيمة و إصرار على مواصلة دعم أهل غزة، و تخليصهم من التجويع الذي استخدمه الاحتلال الإسرائيلي كسلاح لإخضاع أهل غزة و إذلالهم و دفعهم إلى مغادرة أرضهم تمهيداً لعملية التهجير.
و رغم أن أسطول الصمود لم تتح له الفرصة لإغاثة أهل غزة، إلا أنها خطوة ستفتح بعدها بابا جديداً للأمل، ووضع حد لمأساة لا مثيل لها في العصر الحديث، لم تبق بشرا ولا حجراً و شجرا إلا و دمر على يد الاحتلال في حربه المتوحشة اللإنسانية على غزة.