أزمة “قرداحي” تتصاعد.. ميقاتي يناشد ومخاوف من تزايد العزلة

سواليف

تصاعدت #الأزمة بين #لبنان و #السعودية لتدخل طور #مواجهة #عربية #لبنانية بعد دخول الجامعة العربية على الخط وطلبها من القيادة اللبنانية “وضع حد لتدهور العلاقات مع دول الخليج”.

الأزمة التي تسببت بها تصريحات لوزير الإعلام اللبناني جورج #قرداحي، قبل توليه الوزارة، حول حرب #اليمن، أدت إلى اعتبار السفير اللبناني في كل من الرياض والمنامة شخصين غير مرغوب فيهما وإمهالهما 48 ساعة لمغادرة تلك العواصم.

ويرى خبراء أن الأزمة المستجدة، تُعقّد المشهد في لبنان، وتدفع هذا البلد نحو مزيد من العزلة والانهيار، ما يعمق الأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها منذ أكثر من عامين.

من جهته ناشد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، الجمعة، القادة العرب العمل والمساعدة على تجاوز هذه الأزمة “من أجل الحفاظ على التماسك العربي في هذه الظروف الدقيقة” وأشار إلى أن الحكومة مستمرة “في إجراء الاتصالات لمعالجة الأزمة وتداعياتها”.

وطلب ميقاتي من قرداحي، خلال اتصال هاتفي، تقدير المصلحة الوطنية و”اتخاذ القرار المناسب لإعادة إصلاح علاقات لبنان العربية”، وفق بيان لرئاسة الحكومة.

وكان وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي اعتبر خلال مقابلة تلفزيونية الاثنين (سُجلت في أغسطس/ آب الماضي) أن الحوثيين في اليمن “يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات السعودية والإمارات”.

على إثر ذلك، أعلنت السعودية والإمارات والكويت والبحرين، الخميس، عن استدعاء سفراء لبنان لديها، وأبلغتهم احتجاجها على تصريحات قرداحي.

وتصاعدت المطالبات الداخلية باستقالة قرداحي لتصل إلى الحكومة ذاتها، فقد طالب بهاء الدين الحريري، الشقيق الأكبر لرئيس حكومة لبنان الأسبق سعد الحريري، حكومة نجيب ميقاتي بالاستقالة على خلفية الأزمة مع السعودية.

وقال بهاء الحريري في تغريدة عبر “تويتر”: “نشكر السعودية ودول الخليج على احتضانها الجالية اللبنانية والتمييز بينها وبين منظومة المحاصصة والطائفية التي تسببت في تدهور مريع للعلاقات بين لبنان وأشقائه العرب”.

واستطرد: “لذا نطالب باستقالة حكومة المحاصصة في لبنان وليس إقالة الوزير (قرداحي) فقط”.

من جهته يرى الكاتب والمحلل السياسي منير الربيع أن “الإجراءات السعودية كانت متوقعة، سيما أن موقف الرياض (التصعيدي) ليس مرتبطاً فقط بموقف قرداحي، وإنما نتيجة أزمة تمتد عدة سنوات مع لبنان”، حسبما ذكر لوكالة الأناضول التركية.

ورأى الربيع أن الخطوة السعودية هي رسالة أساسية لحكومة نجيب ميقاتي التي تعتبرها الرياض “حكومة حزب الله”، على حد وصف المتحدث.

ولفت الربيع إلى أن “الأجواء في السعودية تشير إلى أن لبنان سيكون في عزلة مع العرب”.

وكان بعض السياسيين اللبنانيين بينهم نواب في البرلمان طالبوا قرداحي بالاستقالة، إلا أن “حزب الله” رفض إقالته أو دفعه للاستقالة، واصفاً موقفه بـ”المشرّف والشجاع”، وقال في بيان إن “قرداحي وصف العدوان (على اليمن) على حقيقته”.

التصعيد الدبلوماسي من قبل الرياض تضمن وقف كافة الواردات اللبنانية إلى السعودية، ما سيترتب عليه خسائر مالية على لبنان ويعمق أزمته الاقتصادية التي صنفها البنك الدولي بأنها من بين ثلاث أسوأ أزمات اقتصادية في العالم.

وفي هذا الصدد، قال الخبير الاقتصادي وليد أبو سليمان إن “تداعيات هذا القرار ستلقي بثقلها على الصناعة اللبنانية والمنتجات الغذائية والزراعية”، وفق ما نقلت عنه الوكالة التركية.

وتابع: “هذه التداعيات ستؤثر على إيرادات القطاع الخاص، وتسبب انحساراً لدخول النقد الأجنبي إلى لبنان، ما يشكل انتكاسة إضافية للاقتصاد في البلاد”.

وتخوف الخبير الاقتصادي أن يتبع القرار السعودي قرارات أخرى مشابهة من دول الخليج الأخرى.

وفي عام 2019 بلغت قيمة صادرات لبنان إلى السعودية 282 مليون دولار.

يذكر أن أكثر بلدين يستوردان البضائع من لبنان هما الإمارات والسعودية، تليهما سوريا وجنوب أفريقيا والعراق.

كما أن العديد من رجال الأعمال السعوديين يستثمرون في لبنان، خصوصاً في قطاعات السياحة والفنادق ووسائل الإعلام وغيرها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى