أزمة القرار وتردد الأدوات / خالد عياصرة

أزمة القرار وتردد الأدوات

تَتفكرُ هَذه السُطور في طَريقةِ إِدارةِ الدولِة التَي تَعُتمدُ عَلى التَصريحِ والتَهديدِ والوَعيدِ، مع أَنَ التَصريحاتَ والخطاباتُ والقراراتُ والقَوانينُ إنْ أُريدَ اِعتِمادُها، يَتوجبُ أولاً تَصور الدولة من مَنظورٍ سِياديٍ قَضائيِ، يَدعمهُا، ويُؤكدُ دَورها. وإلا صَارتْ التصريحات إلى مُجردِ أَحاديثٍ للإسِتهلاكِ الإعلامَي، الأمر الذي يَزيُد من اتساعِ المَشاكلِ لِتتخذً أشكَالاً أكثَر سُواءً.

المُهمةُ المَاثلةُ التَي يَضعُ فيها ذَاتهِ المَسؤولِ المُعلقُ علىَ الأحَداثِ لمِنعِ اقترافها أو اسِتفحالها ليَستْ إلا دعوةٌ ذَاتيةٌ وتَوجيهٌ، يَأخذُه قبلَ الآخريِنَ لمِتابعةِ ما يَقولهُ بِنفسهِ أو من خِلالِ الأدَواتِ التي يَملُك تَحركاتها.

كل هذه الأمور تقود الفرد المواطن إلى البحث عن إجابة السؤال التالي: ما الهدف من التصريحات واللقاءات إن لم يتبعها إجراءت؟ ما قيمتها، وهل هي استنزاف مباشر للدولة عملياً، لأن الإختباء خلف التنظير يعني الإبتعاد عن الفعل والذي يمثل جوهر القضايا الوطنية، أيا كانت مأهيتها، فالذي يهدد ويسأل عن الأسباب، يعتقد افتراضياً أن ما يراه عين الحقيقية، مع أن الحقيقة التي يعتمدها لإصدار قرار مشوهة، لإرتباطها بدائرة وأدوات مخادعة لا توصل الواقع بمشاهده، ما يشكل عقبة في شكل التحذير أو التهديد أو القرار لينعكس سلباً على النتيجة.

لذا، من الأهمية بمكان، التركيز على متابعة القرارات والتصريحات، والأخذ بيدها حتي لا تتحول اللقاءات والزيارات لوسيلة للإستخفاف بالقائل والمواطن على حد سواء، ما يشكل أرضية رخوة للسقوط المدوي في جرف سحيق يحول دون رؤية المشهد بوضوح ويعمل على إنتاج عقبة في البحث عن ماهية القرارات واصحابها والدور الموضوعي المحدد دستورياً.

هذه الطريقة في إدارة المشهد لها أرث طويل. يمكن الوقوف عنده بشيء من الدهشة، هل الإستخدام المفرط لأساليب يرتبط بإعتقاد سائد لدى المسؤول يرى بعدمية متابعة أو اهتمام المواطن لما يقوله المسؤول بذاته، وإن كان الأمر كذلك ألا يعني فقداناً للثقة، وبالتالي اسقاطاً لمبدأ الشرعية.

كثٌر هي الأحداث التي شَهدتها البلد، وتِبعها تهديدات و وعيد، لكن النتيجة كانت توسّيعاً للدائرةِ، أليسَ “ منْ أمن الِعقاب أساءَ الأدب” .

#خالدعياصرة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى