
يُعد #جسر_الملك_حسين — المعروف فلسطينياً بـ” #معبر_الكرامة ” وإسرائيلياً بـ”جسر اللنبي” — أحد أهم المنافذ الحيوية التي تربط #الأردن بالضفة الغربية المحتلة، ويشكّل شرياناً اقتصادياً واستراتيجياً بالغ الأهمية لكلا الجانبين. ومع استمرار #سلطات_الاحتلال في #إغلاق_المعبر، تتصاعد #التحذيرات من #تداعيات_اقتصادية_خطيرة تهدد قطاعات حيوية في الأردن وفلسطين.
يرى اقتصاديون أردنيون أن استمرار الإغلاق يمثل ” #كارثة_اقتصادية “، نظراً إلى أن الجسر يُعد من أبرز ممرات التبادل التجاري، ويخدم عشرات الشركات الأردنية العاملة في مجال الشحن والتخليص، خاصة تلك التي تتعامل مع بضائع الترانزيت الموجهة إلى أسواق الضفة الغربية.
ويأتي قرار الاحتلال بإغلاق المعبر بحجة حادثة مقتل جنديين إسرائيليين الأسبوع الماضي، على يد مواطن أردني كان يقود شاحنة مساعدات متجهة من عمّان إلى غزة. على إثر ذلك، أعلنت سلطات الاحتلال وقف حركة المسافرين والبضائع عبر المعبر في الاتجاهين، ما أدى إلى شلل شبه كامل في حركة التجارة والنقل بين الأردن والضفة الغربية، بما في ذلك البضائع العابرة القادمة من دول أخرى عبر الأردن.
مستثمرون في قطاع الشحن والتخليص أكدوا أن القرار أوقف عمليات التصدير والاستيراد، وأثر بشكل مباشر على نحو 47 شركة أردنية تعتمد على هذا المعبر لتخليص البضائع وإعادة تغليفها وشحنها إلى الضفة الغربية.
ورغم العراقيل التي تفرضها سلطات الاحتلال، شهد عام 2023 ارتفاعاً ملحوظاً في حجم التبادل التجاري بين الأردن وفلسطين، حيث بلغ نحو 435 مليون دولار، ما يعكس أهمية هذا المعبر كمصدر حيوي للصناعات الأردنية.
في السياق ذاته، حذر خبراء في قطاع السياحة من انعكاسات الإغلاق على الحركة السياحية، خاصة أن مطار “الملكة علياء الدولي” في عمّان يُعد المنفذ الجوي الرئيسي للفلسطينيين في الضفة الغربية إلى العالم الخارجي. ويؤكد هؤلاء أن المسافر الفلسطيني يشكل مورداً أساسياً للقطاع السياحي الأردني، إذ يمثل نحو 70 بالمئة من إشغال الشركات السياحية، ما يجعل الاعتماد عليه كبيراً في دورة النشاط السياحي.
وبحسب إحصاءات رسمية، بلغ عدد المسافرين عبر معبر الكرامة خلال عام 2024 نحو 1.74 مليون مسافر، بين قادمين ومغادرين، ما يعكس حجم الحركة التي يتأثر بها الأردن بشكل مباشر.
ويشير عاملون في القطاع السياحي إلى أن استمرار الإغلاق أو فرض قيود زمنية على حركة العبور سيؤدي إلى تراجع ملموس في نشاط الفنادق والمطاعم وشركات السياحة، فضلاً عن انخفاض إيرادات مطار الملكة علياء الدولي، ما يهدد بتداعيات واسعة على الاقتصاد الأردني.
ويرى مراقبون ومحللون سياسيون أن قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق المعبر الرابط بين الأردن ومناطق السلطة الفلسطينية، يحمل في طياته رسالة سياسية غاضبة من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، في ظل الاعترافات الدولية المتزايدة بالدولة الفلسطينية.
ويشير هؤلاء إلى أن هذا الإجراء يعكس، من وجهة نظر نتنياهو، تأكيداً على أن السيطرة الفعلية على المعبر وأراضي الضفة الغربية المحتلة لا تزال بيده، في محاولة لتأكيد حدود النفوذ السياسي على الأرض.