أريدُ الحكايةَ كلَّها / كامل نصيرات

أريدُ الحكايةَ كلَّها
أريدُ الحكاية كلّها : من بدايتها ؛ حين وقفتِ هناك و رفعتِ لي يدك وسط الشارع ؛ وأنا اٍسألُ نفسي : تقصدني أم لا تقصدني ..؟ و ألتفتُ حولي و خلفي ..فتعيدين الكرّة مرتين وثلاثة ولكن مع هزّة من الرأس و ابتسامة ساحرة وكأنّك تقولين : نعم أنت ..أقصدك أنت ..!
أريد الحكاية كلّها : من منتصفها ؛ حين كنّا نقلّب أوجاع النساء و نفرده على طاولة تحتَ القمر ؛ مرّة تؤكّدين لي أنني لن أستطيع فهم الأنثى لأنها وطن و الوطن لن تفهمه حتى تتماهى معه و فيه ..ومرّة حين تمنحيني قُشعريرةً من بريق عينيك اللامعتين تجاهي ..ومرّة حين أُحاول أن أساير جهلك بي و سخريتي منك وأنت تلحّين عليّ بسؤالك المُر : مزبوط؟؟ فأضطر لأن أغلّف إجابتي بخبثي المكشوف لك تماماً : مزبوط ..أقولها و ابتسامة الرفض تجلسُ على شفتيّ فيصلك المعنى الذي أريد : مزبوط بس نطّي عن الموضوع ..!!
أريد الحكايةَ كلَّها ؛ كلّها..من نهايتها ؛ حين تلاءمتِ وما تلاءمتِ..تلاءمتِ من اللؤم النسوي عالي الاحتراف و ما تلاءمتِ من الملاءمة التي هجرتها وأردتِ (برد الصيف و حرّ الشتاء) وأنا أحاول اقناعك أن الفصول لا تستقيم لنا لأننا نمشي عكسها ..! فركبتِ دماغك و هو غير صالح للركوب حينها ..و استجلبتِ قصصاً و حكايا عن الأماني و الأحلام ..عن واقعٍ لا يشبهني ولا يشبهك ..و أصررتِ بعناد على توطين قدميّ بطريق لا مشي فيها ولا حراك؛ وكأنني خيال مآتة..!
الحكايةُ كلّ الحكاية ..أنك أردتِ أن تعيشي حكايةً فقط ..الحكايةُ أنك بلا حكاية فأردتِ صنع حكاية ..الحكايةُ أنك تحملين العناد و البلادة أسلحةً في مواجهة اللين و المشاعر الرقراقة ..الحكاية أنّك تريدين الحياة و الموت معاً بذات اللحظة ..و أنا تائهٌ بين موتك و حياتك ..بين صحوك و غفوتك ..بين ما تريدين منّي الذي يصبح بعد قليل ما لا تريدينه منّي ؛ وما لا تريدينه منّي و يصبح بعد مزاجٍ ما تريدينه منّي..!!
الحكايةُ أنك أنت الحكاية وأنا مجرّد مشاهدٍ لها ؛ تستدعينه وقتَ الضرورة ليقوم بدور ما داخلها ..!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى