أرى
محمد طمليه
أقيم في #حي_شعبي ” من المؤكد أن اسوأ إجراء يقوم به شخص ما هو أن يولد فقيرا ” .
لغرفتي شرفة تطل على طاقم من #الأكواخ التي يعيش فيها أناس #فقراء مثلي ولكنهم #أوغاد جدًا، وهي صفة لا أشاركهم فيها لمجرد أنني ارتكبت، عندما كنت في المرحلة الإعدادية، وربما قبل ذلك، ارتكبت حماقة سوف لا أغفرها لنفسي: لقد قرأت عدة كتب، وغدوت مؤدبًا وعاجزًا، بالتالي عن الارتقاء إلى مستوى #الحضيض الذي يحيط بي.
المهم أجلس أحيانًا في الشرفة: يمكنني أن أرى ملايين الاطفال القذرين الذين تمخضت عنهم زيجات لا مبرر لها. وأرى معتوهًا يقضم تفاحة سقطت عليه من السماء بفعل الجاذبية. و أرى نساء سمينات قويات الشكيمة . وأرى غيارات داخلية لرجال عاطلين عن العمل، ترفرف تلك الغيارات على #حبال_الغسيل تعبير عن فحولة شعبية مظفرة ( بالمناسبة .. حبال الغسيل في الأحياء الشعبية تحمل، عادة، أسمالا وخرقًا ذات ألوان فاقعة ومتناثرة، تمامًا مثل الرايات الوطنية للدول النامية)، أرى #قمامة تنفلها قطط عديمة الانتماء . وأرى قطيعًا من ” #الزعران” يجوب الزقاق بحثًا عن ذريعة للالتحاق بالرفاق في “جويدة”. وأرى امرأة ترملت البارحة، وطفلة تزوجت البارحة، وعجوزًا مات البارحة.
أرى كل ذلك مصحوبًا بموسيقى تصويرية هي عبارة عن #أغنية تنبعث من غرفة تقيم فيها فتاة وقعت في الحب..