أردني يكتشف العولمة قبل سبعين سنة!! / د . ماجد الزبيدي

د.ماجد توهان الزبيدي
قسم علوم الصحافة/ج.فيلادلفيا

قبل سبعين سنة بالتمام والكمال سبق إبن قريتي الحصن المرحوم سعد النمري كل كتاب العالم ومفكريه في غكتشاف العولمة وتاريخ سريانها ،عندما نشر مقالا في صفحتين مقالا تحليليا عميقا في العدد الأول من مجلة “الرائد”الأردنية التي أصدرها المحامي والسياسي المرحوم أمين ابو الشعر النمري (ابو سليم)، الصادر في حزيران/يونيو 1945م!!
فقد جاء على الصفحتين الخامسة والسادسة من العدد المذكور في باب :آراء وتعليقات”مقالا بعنوان :”في الطريق إلى الوحدة العالمية” ،رأى فيه المرحوم سعد النمري :”إن العالم في ضوء بدء إنتهاء الحرب العالمية الثانية سيصل إلى غايته التي هي “الوحدة العالمية”في وقت قريب على الرغم من عقبات كؤودات في سبيل الوصول إلى هذه الغاية….”!
واضاف :”من الناحية السياسية لايمكن ان تنعم الشعوب بنعمة المن إلأ إذا ادركت أن التعاون الإنساني هو أساس التقدم وان إشتباك المصالح والمنافع بين الأمم حقيقة لاتقبل الرد،وان غحترام الحقوق بين الدول امر ضروري لامفر منه….”!
ويضيف المرحوم الأستاذ سعد النمري :”إن النظام الصناعي ربط اجزاء الكرة الأرضية معا وأصبح كل جزء منها غير قادر على العيش لمفرده دون عون سائر الأجزاء،فالطبيعة وزعت الموارد الحياتية والمعدنية في الأرض على وجه يحتم إعتماد كل أمة على غيرها من الأمم ،ويلزم كل واحدة منها ان تختص في إنتاج معين…”!
ورأى في إستشراف مُبكر:”إن الروح التجددية تعصف بالتقاليد وتزعزع أركانها،وهي تطرح العتيق الذي لا نفع فيه ،وتُبقي على العتيق النفيس ثم تأخذ بأسباب الحياة الجديدة الصالحة….و”ان شروط الوحدة العالمية متوفرة:فالمواصلات على إختلاف أنواعها جعلت الكرة الرضية وطنا لجميع الناس ،فكل امة تتصل بباقي الأمم عن طريق التاليف والنشر والفنون والأخبار والسفر والتجارة والبعثات والتمثيل السياسي والمؤتمرات …وتشابك المصالح والمنافع…”!!!
بقي ان نقول:إن التعريف الجامع المانع لمصطلح “العولمة”في عالم اليوم هو إنفتاح الحدود أمام تبادل البضائع والأشخاص عن طريق وسائل الإتصال المختلفة ،مما جعل من العالم قرية واحدة صغيرة كانت في حجم شاشة الحاسب الشخصي ،وباتت في حجم الهاتف الخلوي ،بدليل تلاقي سبعة مليارات إنسان هم اهل الكرة الأرضية من خلال وسائل الإتصال لشبكة الإنترنت!!

بقي أن اقول أن سعد النمري تخرج في الجامعة الأميركية ببيروت في تخصص العلوم المالية والإقتصادية في أربعينيات القرن العشرين وعمل في مالية الجيش العربي الأردني ووصل فيها لرتبة المدير لها ،وتخصص بكتابة المقالات التحليلية في تخصصه على صفحات مجلة “الرائد” الأسبوعية السياسية الأدبية التي عمل فيها إضافة لصاحب غمتيازها ورئيس تحريرها المحامي امين ابو الشعر النمري كل من المحامين:رفعت الصليبي ومحمود المطلق قناة ثم الشاعر الشهيد كمال ناصر عضو البرلمان الأردني بعد الوحدة والشهيد الذي إغتاله رئيس وزراء العدو الإسرائيلي “أيهود باراك”ليلا في بيروت عندما تستر بلباس سيدة بداية السبعينيات من القرن العشرين وأفرغ رصاصات كاتم صوته في فم شاعرنا الوطني والقومي !!

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى