أردنيّون: معارِضون أم معترِضون!!

أردنيّون: معارِضون أم معترِضون!!

بقلم: د. #ذوقان_عبيدات

         ثَمّةَ فرقٌ بين #المعارضة والاعتراض. فالمعترضون خليط من فئات متعددة: سائقو شاحنات، أطباء، رؤساء بلديات، شباب، كبار… إلخ، التقوا حول #رفض #سياسات وإجراءات رأوها ظالمة  قاسية، وتؤثر سلبًا على حياتهم. تبدأ الاعتراضات سلميّة، لكن كبرياء السُّلطة وعنادها يجعلها تهمل أي تحرك سلمي.

          فالسُّلطة في كل مكان غير ديموقراطي، لا تقدم تنازلات مجانية  لمعترضين، فتتحول الاعتراضات السلميّة من وِقفة واحتجاج، إلى صراخ وهيجان وفوضى! وتدخل عناصر جديدة إلى المعترضين، فيتحول الصراخ إلى تكسير، ويحل الرصاص مكان القلم، والعناد والإلغاء والشيطنة مكان العقل والمنطق! وهذه فرصة السُّلطة: تحرك أدواتها الإعلامية لشيطنة المعترضين، وتخلق مشكلات جديدة كالأمن- وأنا لا أتحدث عن الأردن – أو الإرهاب، أو البنك الدولي، أو التهريب، أو الوضع الدولي، وتفرضها بديلًا لما احتَج عليه المعترضون!

         في مصر نجح #المعترضون في إزاحة سلطة، وكذلك في تونس، وليبيا واليمن، وركبت المعارضة الموجة، فالمعارضة منظمة وتمتلك أجندات خفيّة أو معلنة، بخلاف المعترضين الذين لا يملكون سوى الصدق. فالإخوان ركبوا موجة معترضي مصر، وتونس، وليبيا، وسوريا ما سهّل التخلص منهم، وأخذ إخوان الأردن الدروس، ولذلك بقوا بعيدين عن حركة الاعتراض الأخيرة واكتفوا بالترويج لرؤية اقتصادية، وإصدار بيانات يستطيع أي موقع (واتس أب) أو عشيرة  صغيرة الحجم إصدارها، ولم تمثل حركة الإخوان، ولا غيرها من القوميين واليساريين أي معارضة، ولذلك انتهى الاعتراض بنجاح حكومي واضح، وبنشوة أدوات الحكومة حتى تجرأت بتعديل وزير واحد لتقول للناس:

أنا باقية ومقيمة ما أقام  عسيبُ!

         وفي غياب المعارضة وانعدامها، ذهب الاعتراض وزادت سطوة السُّلطة ومنافقوها! وصار حديث الناس عن المتطرفين والإرهابيين وعن استقالة نائب، وغابت القضية. فالمعترضون خافوا، والمعارضة غير موجودة، ولم يتغير شيء!

حصل المعترضون على تخفيض أسعار المحروقات آخر الشهر!! لاحظوا في موعد تنظيم الأسعار، وأسعار المحروقات لن تنزل عند رغبة المعترضين، بل بناء على  أسعار النفط العالمية!

فالحكومة ليس لديها جمعة حزينة تخفض فيها الأسعار!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى