أردنيون وأحزاب سياسية يشاركون في الإضراب عن الطعام دعما لغزة

#سواليف

مع تفاقم المأساة الإنسانية في قطاع غزة تحت وطأة الحصار والتجويع والعدوان، اختارت شبكة ” #كلنا_غزة.. #كلنا_فلسطين” أن تعبر عن موقفها الرافض للعدوان على #غزة بأسلوب مختلف، لا يقتصر على بيانات الإدانة أو تنظيم التظاهرات، بل عبر سلاح ” #الجوع_الطوعي “.

وأعلنت الشبكة الدولية عن إطلاق “الحملة العالمية للإضراب عن الطعام”، لتكون بمثابة فعل احتجاجي يتجاوز حدود الجغرافيا، ليضع #المجتمع_الدولي أمام مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية، في لحظة لم يعد السكوت فيها خيارا مقبولا، بحسب القائمين على الحملة.

في #الأردن، تجلى الحراك الشعبي والسياسي بشكل أقوى وأكثر تأثيرا، حيث انضمت 9 #أحزاب_سياسية إلى جانب رابطة الكُتّاب الأردنيين للحملة، وفتحت مقراتها في عمّان وعدد من المحافظات أمام المواطنين الراغبين بالمشاركة.

وبحسب مراقبين فإن التحرك الأردني لم يكن مجرد اصطفاف شكلي، بل رسالة واضحة تهدف إلى كسر حالة الصمت والعجز الدولي، وتحريك الضمير العالمي تجاه واحدة من أبشع المآسي الإنسانية المعاصرة.


مشاركة حزبية

شملت الأحزاب المشاركة طيفا واسعا من التوجهات، بدءا من حزب جبهة العمل الإسلامي وحزب العمال، مرورا بالحزب الشيوعي وحزب الشعب الديمقراطي، ووصولا إلى أحزاب مدنية وقومية، فيما يعكس توافقا استثنائيا على أولوية القضية الفلسطينية كمعيار وطني جامع.

لم يأت اختيار موعد الإضراب من فراغ، فاليوم الأول من الحملة صادف الذكرى الـ42 لمجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982، -وهي واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبت بحق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان-، حيث بدا استدعاء هذه الذكرى وكأنه محاولة لربط حاضر غزة بماضي الشتات الفلسطيني، وإبراز أن المأساة متواصلة، وأن الذاكرة الجريحة لا تزال حية في ضمير الأمة.

أما اليوم الثاني للإضراب، والمقرر مطلع الأسبوع الثالث من الشهر الجاري أمام مقر الأمم المتحدة في عمّان، فسيمثل تتويجا للحملة، حيث سيُسلم بيان إلى الأمين العام للمنظمة الدولية، بالتوازي مع فعاليات مشابهة في عدة دول، في تأكيد أن ما يحدث في غزة ليس شأنا محليا أو إقليميا فحسب، بل قضية إنسانية دولية.

من جانبها، قالت الأمينة العامة لحزب العمال الأردني الدكتورة رولى الحروب إن “عشرات القوى السياسية والنقابية والحزبية من كل أنحاء العالم الحر انضمت للإضراب، من أجل كسر حاجز الصمت والخوف واليأس والعجز الذي يشعر به المواطن العربي على وجه الخصوص والكثير من شعوب العالم الحر دعما لغزة”.

تحرك شعبي

واعتبرت الأمينة العامة لحزب العمال أن الإضراب العالمي عن الطعام “فعل رمزي من أجل غزة وفلسطين، ولانتشال المواطنين حول العالم من هوّة العجز التي يطيب للمحتل الإسرائيلي أن نسقط فيها جميعا”، وأضافت مستدركة “وإلا كيف له أن يسيطر على منطقة فيها 450 مليون عربي وملياري مسلم، إلا بنشر ثقافة الخوف واليأس والرضوخ والاستسلام للقهر؟”.

وأكدت الحروب أن “الأحزاب الأردنية التسعة التي انضمت لهذه الفعالية ومعها رابطة الكتاب الأردنيين تهيب بشعوبنا العربية والإسلامية وشعوب العالم الحر الانضمام إلى أي فعل يهدف إلى التضامن مع غزة وفلسطين، مهما بدا الفعل صغيرا ورمزيا”.

أما رئيس الملتقى الوطني لدعم المقاومة، الدكتور عبد الفتاح الكيلاني، فقد قدّم قراءة قاسية للواقع، معتبرا أن “الإضراب عن الطعام هو محاولة شعبية لتوجيه الانتباه إلى جريمة تُرتكب على مرأى العالم، وهي إبادة غزة جوعا، بدعم مباشر من الإدارة الأميركية”.

وأضاف في حديثه للجزيرة نت “لم تحظَ قضية بشرعية دولية كما حظيت بها القضية الفلسطينية اليوم، ورغم ذلك يُصرّ الاحتلال الصهيوني على تكريس العدوان”. وقال “نحن هنا لنبقى على المستوى الشعبي ونُظهر أن هذا التعاطف ليس فقط تضامنا مع الآخرين، بل هو وقوف مع الذات”.

ولم يتردد الكيلاني من القول محذرا “ما يحدث في غزة سيطال كل العواصم العربية إن لم نستعد لمواجهة هذا العدو، فهذا واجب وفرض عين، فالعدو يعلن نواياه العدوانية بوضوح بينما ما زلنا نتمسك بأوهام الحلول السلمية التي لم ولن يقبل بها”.

بدوره، قال القيادي في حزب جبهة العمل الإسلامي، المهندس علي أبو السكر، إن ما يحدث في غزة اليوم “أمر تقشعر له الأبدان ويصعب وصفه”، واصفا العملية بأنها “قتل جماعي من قبل العدو الصهيوني تهدف إلى تهجير جميع أهالي القطاع”.

وأضاف أبو السكر -للجزيرة نت- “أعلنا عن الإضراب عن الطعام اليوم، مع إفطار تقشفي على التمر والماء فقط، إلا أن ذلك لا يمثل شيئا مقارنة بما يجري في غزة، فغزة اليوم تُباد، تُقتل، ويهجر أبناؤها”.

وتابع بالقول إن الأحزاب الأردنية تمثل جزءا صغيرا من التضامن الأردني الكبير مع المقاومة وأهل غزة. وقال “صحيح أن المشاركة تقتصر على 9 أحزاب فقط، إلا أن كل الأردن وشعبه يقف مع غزة ولأجل غزة”.


الصمت جريمة

ومن بين المشاركين في مقر حزب الوحدة الشعبية بعمّان، جلست الطالبة الجامعية ربى الجمّال (21 عاما)، وقد بدت عليها علامات الإرهاق بعد ساعات من الامتناع عن الطعام، إلا أنها تحدثت بإصرار عن المشاركة في الإضراب العالمي لأنها تشعر أن صمتها بات جريمة.

وأضافت في حديثها للجزيرة نت “إخوتنا في غزة يُحاصرون ويُجوعون قسرا، وأنا اخترت أن أجوع يوما واحدا بإرادتي لأُشعر نفسي وأُذكر غيري بما يعيشه مليونان ونصف إنسان من قهر وجوع وحرمان”، مبينة أن رسالتها للعالم أجمع، “إذا كانت غزة تُجَوع بالقوة، فإننا سنجوع تضامنا معها بالاختيار”.

هذا الصوت الفردي أضاف بعدا إنسانيا للفعالية، إذ جسد ما يسعى القائمون عليها لإيصاله، بأن التضامن لا يقاس فقط بالبيانات والمواقف، بل بقدرة الأفراد على تحمل مشقة رمزية تعكس ولو جزءا يسيرا من المعاناة.

وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي بدعم أميركي حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، خلفت، -وفق إحصائية مفتوحة-، 64 ألفا و871 شهيدا بالإضافة إلى 164 ألفا و610 جرحى، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومجاعة أودت بحياة المئات، في حين يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في ظروف نزوح قسري وسط دمار شامل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى