أردنيون..مسخرجية ونكِيتة ماذا يعني هذا ولماذا؟

أردنيون..مسخرجية ونكِيتة ماذا يعني هذا ولماذا؟
أ.د حسين محادين
علميا وتاريخيا؛ لا تستقيم شخصية “البدوي الصغير” الذي مازال كامنا بدواخلنا كأردنيين من الجنسين مع الضحك؛ أو حتى السُخرية كي لا أبالغ وأقول صناعة النِكات رغم مظاهر المدنيية الصورية التي يعتقد جُلنا نجاح تأثيرها على سِمات شخصيتنا الاردنية في نقلها كشخصية من صرامة الصحراء والكشرة الواخزة بنية وممارسات يومية؛ نحو سماحة الدُعابة ومدنيتها فكرا وسلوكيات في ظل تقبل الروح الساخرة في دول القانون والمؤسسات التي تسمح بالتنكيت او السخرية من
الاخرين بعلاقات شخصية ابتداءً؛ اما على صعيد الشخصيات السياسية العامة فيسمح العُرف والوجدان الشعبي كجزء من انماط الثقافة السائدة بالتمثيل السلمي بشخصياتهم وصورهم كأصحاب وظائف وصناع قرارات سياسية عامة مثل “تماثيل،صور
كاركتير،تعابير سخرية من تعابيرهم او تحريف طرق حديثهم او تصريحاتهم مع الاخرين عبر وسائل الاعلام المختلفة”.
3- علينا الا ننسى اردنينا باجتهادي ان ابرز جذور الدعابة والنِكات والسخرية قد تشربناها تاريخيا كاردنيين عبر الدراما والافلام المصرية التي لطالما عبر بالصورة والحوارات عن تمتع الشخصية المصرية بعفوية الدعابة فكرا وممارسات في كل المواقف الحياتية من جهة ؛ ومن جهة ثانية التفاعل الحياتي مع الاخوة المصريين في الاردنيين او اثناء زياراتنا الكثيرة د او دراسة الكثير من طلبتنا في جمهورية مصر؛ وبالتالي اكتسابنا لجرع من النِكات الممزوجة بالسخرية دون ان نسى تشابة الظروف الاقتصادية الضاغطة علينا معا كمشترك مُضاف لتمتعنا معا بالنِكات والتنكيس الشعبي للسياسين وجل قرارتهم معا في بلدينا ايضا.
4- شكرا للسياسين الاردنيين كثيري التنظير/الظهور وشحيحي الحلول والإقناع للراي العام معا؛ والذين لطالما اكتوت يومياتنا بوجع قراراتهم الاقتصادية التي رشحت عبر عقود من الخصخصة المتسرعة وبالتالي زيادة منسوب البِطالة والفقر وفجوات التنمية بين الافراد والمحافظات في ما بينها وهذه المعطيات غير الشعبية بالتأكيد دفعت بالاردنيين الى اللجوء الى التنكيت والسخرية من الشخصيات العامة او حتى من تآكل دلالات كثرة استخدامات خاطئة لتعابير مثل:- الشفافية،تكافىء الفرص بالمعنى القانوني، محاربة الفساد..الخ اولا اما ثانيا فلابد من شكر التكنولوجيا ووسائل التواصل كادوات تفاعلية لحظية والتي ساعدت بدورها الاردنيين من استخدام وتوظيف الذاكرة التكنولوجية عن الاشخاص العامين وسيرهم الذاتية سواء معارضين او مسؤولين في بث طرائف هؤلاء الاشخاص العامين والتناقضات بين ما يقوله السياسيون وافعالهم المناقضة في الواقع خصوصا بعد كسبهم من قِبل الحكومات كامثلة فحسب.

اخيرا..النُكتة والسخرية عموما رياضة ذهنية وحسية جمعية اي غير منظمة ومجهولة النسب لانها انفعالية وآنية الولاة لكنها مستمرة العيش في الوجدان الشعبي العام وهنا مكمن خطورتها في انبات الرفض واحياء الوجع لدى المتلقين والناشرين لها؛ دون ان نغفل عن انها تعمل آليا على تبديد مرض الاحتقانات والتذمرات السياسية بصورة لفظية او صورية و تعبيرية سلمية غالبا. اما تحديدا النِكات السياسية علميا -وفقا لدراسة علمية محكمة نشرتها- فهي حيلة تعبيرية جمعيةواخزة تسعى ضمنا لفقء واقع او قرار مُر او ممارسات غير مُتقبلٍة من قِبل الراي العام او جزء منه؛ ويتسم هذا النوع منها بسرعة وسعة انتشارها خصوصا ان ارتبط بالصورة او الفيديو للسياسين؛ التي عممت وقد تتسيد ما يُعرف “بثقافة الصورة” فتصبح عاملا مقلِقا للحكومات وصناع القرارات والاجهزة الرسمية ؛لذا نجد الاخيِرين يرصودن النِكات والصور السياسية اللاذعة الفاضحة سياسيا واحيانا اخلاقيا كموضوعات الفساد والاعتداء على المال العام احيانا؛ فيعملون على تحليلها بالتعاون مع خبراء النكات والايحاءات النفس سياسية لدى الجماهير المنفعلة والمتعاطفة مع مثل تلك النكات او المسخرجيه رغم عدم المعرفة الشخصية لهم من قِبل الجمهور المتلقي والمعيد توزيع هذه النكات ؛لابل احيانا يجدون انفسهم كأشخاص عامين وادواتهم الاعلامية المساعدة سواء بوعي او من دونه كمسؤولين عامين الى الرد على مُطلقِي بعض النكات دسمة السخرية والمُتحدية لهم ولقراراتهم المتنوعة التي مالبثت فجأة ان تتقافزت على السِنة المواطنيين العادين والعوام وخصوصا عبر ادوات التواصل الاجتماعي الملونة فنجد بعضها ينتشر كالنار في الهشيم الشعبي لتصبح النكة السياسية اقرب الى اليقين الشعبي بمحتوياتها ومدلولاتها الموجعة وكانها عملية مركبة لدى السياسي المستهدف وللجمهور الغاضب منه وعلية ..ترى الهذا اصبح لدينا كاردنيين ورغما عن البدوي الصغير بدواخلنا؛ نكيِته ومسخرجية اردنيون؛ مع الاحترام العميم لادباء وممثلي الفن الساخر كأصحاب رسالة تنويرية مقدرة بالتاكيد.
*اكاديمي وعضو مجلس محافظة الكرك”اللامركزية”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى