جاري الباب بالباب / كامل نصيرات

جاري الباب بالباب
رائد القطناني ..الفنان التشكيلي الفلسطيني الأردني السوري ؛ العراقي الصومالي الكوالالمبوري …وضعوا بعد اسمه ما شئتم من البلدان ..أما هو فـ (رائد) الذي يغطي مساحة الانسانيّة من ألفها التواقة للبدء برسم لوحةٍ عن فلسطين و تفاصيلها التي لا تنتهي ..إلى يائها التي لا تأتي لأن (رائداً ) لا ينتهي كي تأتي ..!
هو جاري الباب (قبال) الباب..نتشارك ذات الطابق الرابع و المصعد الذي يتعطل كثيراً ..و نتزامل في الإبداع و (السكّري) ..نتآلف في الضحكات ..يصيبنا ذات القهر (الفاتوري) عند استحقاق قطع الكهرباء و الماء رغم أن (رائداً) انقذني آخر مرة من قطع المياه و دفع فاتورتي في غيابي ..دون أن يستشيرني ..! وليتني أغيب قبل كل قطع وأجد من يهبّ لانقاذي كرائد ..!
ما قصدته ..إننا نتشارك تفاصيل كثيرة و طويلة ..حتى صراخنا يكاد يكون مشتركاً ..وإذا كان عندي ابنة اسمها (بغداد) فإن لديه ابنة جميلة اسمها (شام) ..وهو القادم من دمشق بعد أن قضّى سنوات إبداعه هناك ..وبنى بيته هناك قبل أن يرسلوا له صوره حيث آل خرابةً تسرُّ الحاقدين ..!
لدى رائد القطناني والد اسمه «يوسف القطناني – ابو الوليد « ..قامة نضالية قومية كبيرة ..لو كان الاعلام العربي حاضراً حقيقياً بيننا ..لتسابقوا عليه من أجل رواية كثير من المخفي و المسكوت عنه و الذي كان شاهداً عليه ..ولكنه الزمن العربي الرديء الذي لا يتقدّم فيه إلا من يتنازل عن أشياء في الطريق ..!
من يرى لوحات رائد القطناني ؛ شعر رأسه سيقف اعجاباً و اندهاشاً و استثني من وقوف شعر الرأس ؛الصلعان طبعاً ..فلوحاته المسكونة في فلسطين و العودة و المفتاح ؛ تجبرك على الخشوع وأنت تتأملها ..تأخذك إلى دهاليزك و تهزّك بعنف عند أوّل صفعة فلسطينيّة ..
جاري الباب بالباب و الذي لا يفصلني عنه سوى أقل من مترين ..منشغل هذه الأيام بمهرجان فلسطين الدولي و الذي يحمل شعار»على طريق القدس» ..وأرى جاري وهو بكامل أناقته الابداعية يتجاوز السكري و عصبيته و يرتّب أموره بقلق بالغ لا يعرفه إلا الراسخون في الابداع ..! تسكنه مئات الاسئلة ..و تستصعب عليه أساليب الروتين الأردني ..و يندهش لتفاصيلنا التي لم يعتد عليها ولكنني أعتقد جازماً أنه سيكون بعد سنتين أكثر الأردنيين روتيناً و أكثرهم زحلقة للمواعيد وقد يكون أشطرهم في التصفيق قبل أن يعرف (شو في) ..!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى